على الرغم من جهود الإطفاء الكبيرة.. حرائق غابات اللاذقية تتجدد وتنتشر مجددًا

على الرغم من جهود الإطفاء الكبيرة.. حرائق غابات اللاذقية تتجدد وتنتشر مجددًا

تتواصل الحرائق في غابات ريف اللاذقية الشمالي بسوريا، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخماد النيران التي اندلعت في مناطق شديدة الوعورة وتكاد تكون مغلقة بفعل التضاريس وكثافة الغطاء النباتي.وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن فرق الإطفاء تعمل على ثلاثة محاور رئيسية تعتبر الأخطر حتى الآن، وهي: برج زاهية، غابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب. وتواجه هذه المناطق تحديات كبيرة بسبب التضاريس الجبلية الحادة، وانتشار مخلفات الحرب والألغام، ما يعوق تقدم فرق الإطفاء ويزيد من خطر انتشار النيران.

الرياح تشعل الحرائق من جديد

بحسب بيان صادر عن الدفاع المدني السوري عبر قناته على “تلجرام”، فإن الرياح النشطة التي هبت بعد ظهر الجمعة ساهمت بشكل مباشر في تجدد انتشار الحرائق، لا سيما في محور “نبع المر”، الذي وصف بأنه “من أصعب المحاور في عمليات الإخماد”. وأوضح البيان أن الفرق كانت قد نجحت صباحًا في احتواء النيران في هذا المحور، إلا أن سرعة الرياح أفشلت تلك الجهود.

توزيع عشرات الفرق والنقاط على الأرض

تنتشر فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري، بمشاركة فرق من تركيا والأردن، في عشرات النقاط على طول المحور الممتد من “قسطل معاف” حتى “كسب”. وتستخدم هذه الفرق آليات ثقيلة لإنشاء خطوط نار عازلة، وفتح طرق تؤمن وصول الفرق إلى مناطق الاحتراق، إلى جانب القيام بعمليات تبريد ومراقبة في المواقع التي تم احتواء النيران فيها.وتعمل في الميدان أكثر من 150 فرقة إطفاء ودفاع مدني، بالإضافة إلى فرق من الوزارات والمؤسسات الرسمية ومتطوعين، ويستخدمون حوالي 300 آلية إطفاء، وعشرات الآليات الداعمة لوجستيًا ومعدات هندسية لتقسيم الغابات إلى قطاعات يسهل الوصول إليها.

دعم جوي مشترك من أربع دول

في إطار التنسيق الإقليمي لمواجهة الكارثة، تشارك 16 طائرة إطفاء من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، مما يعكس حجم التهديد الذي تمثله هذه الحرائق على البيئة والسكان والمرافق الحيوية في المنطقة.

كارثة بيئية تهدد التنوع البيولوجي

وتخشى الجهات البيئية في سوريا من أن تسبب هذه الحرائق دمارًا واسعًا في الغابات الطبيعية التي تُعد من أهم المناطق الغنية بالتنوع الحيوي في البلاد. كما أن استمرار اشتعال النيران سيؤدي إلى نزوح السكان من القرى المحيطة، وإلحاق أضرار بالمنازل والبنية التحتية، بالإضافة إلى خسائر فادحة في الحياة البرية.