الحلقة 46: مصطفى بكري يشارك شهادات وذكريات حول قضية خالد سعيد لجمهور المشاهدين

مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد احد شباب الإخوان4 مطالب للصفحة قبل أحداث 2011 هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشت فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم في أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودي بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتي.أروى هذه الشهادات التي ينشرها موقع “الجمهور” بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.في هذه الحلقات التي ينشرها موقع “الجمهور” يوم “الجمعة” من كل أسبوع، يروي الكاتب والبرلماني مصطفى بكري شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها، خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي
قضية خالد سعيد
لم تكن الدعوة إلى مظاهرات 25 يناير فعلًا تلقائيًا، أو عملًا عشوائيًا، بل كانت عملًا منظمًا، دعت إليه العديد من القوى السياسية والشعبية، التى اتخذت من قضية مقتل الشاب “خالد سعيد” فى (العاشر من يونيو 2010) ركيزة للتحريض على التظاهر، وكانت جماعة الإخوان قد شاركت ولكن بشكل غير رسمى فى عملية التحريض.
لقد تأسست هذه الصفحة فى ضوء الحملة الإعلامية الكبرى، التى أعقبت مصرع الشاب السكندرى «خالد سعيد»،بعد مشادة جرت مع بعض رجال الشرطة على خلفية اتهامه بتعاطى المخدرات، ما أدى إلى موته، وعندما انتشرت صور الجثمان بعد تشريحه، ثار الرأى العام، وتم تصوير الأمر إعلاميًا وكأن الوفاة قد حدثت نتيجة التعذيب، وقد صدق الكثيرون هذه التقارير التى بدأت قناة «الجزيرة» توليها اهتمامًا خاصًا على مدار الساعة، إلى جانب إنتاجها للعديد من الأفلام الوثائقية الموجهة ضد جهاز «الشرطة» المصرية، الذى بات متهمًا بارتكاب العديد من التجاوزات غير المقبولة فى مواجهة الجماهير.ولم يكن معلومًا حتى هذا الوقت أن مؤسس صفحة (خالد سعيد)، هو الإخوانى (عبد الرحمن منصور) والذى اعترف بذلك هو د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد فيما بعد، وإنما كان المعروف أن مؤسسها هو الشاب «وائل غنيم»، وأن الصفحة جاءت ردًا على مصرع «خالد سعيد» وبهدف كشف بعض تجاوزات الشرطة فى عهد وزير الداخلية حبيب العادلى!!.ومنذ البداية أعلنت الصفحة إنها مستقلة ولا تتبع أى حزب أو حركة أو جماعة، وأنها لا تؤيد أى شخص أو أى فكرة سياسية أو أيديولوجية، بل هى صفحة لكل المصرين الذين يهدفون إلى الدفاع عن حقوقهم المهدرة، وأن أحدًا لا يقف خلفها، وإنما هى قائمة بالجهود الذاتية لأعضائها من الشباب تحديدًا.
كان عبد الرحمن منصور مؤسس الصفحة واحدًا من شباب جماعة الإخوان، الذى بدأ رحلته فى العمل السياسى بتوثيق أحداث التزوير فى الانتخابات الرئاسية لعام 2005 كما يقول، كما إنه تعرض للاعتقال، وتم احتجازه فى مبنى أمن الدولة لمدة خمسة أيام أثناء قيامه بعملية التوثيق.
وبالرغم من رواية عصام العريان التى أكد فيها بعد قيام الثورة، أن عبد الرحمن منصور هو كادر إخوانى ومؤسس لصفحة “كلنا خالد سعيد”، إلا أن عبد الرحمن منصور نفى ذلك وقال «إن وائل غنيم مدير التسويق فى موقع «جوجل» هو المؤسس الحقيقى للصفحة، وأضاف «لقد استعان بى لمدة ثلاثة أيام بعد زيادة عدد مشتركيها إلى نحو (100) ألف عضو فجأة».وفى بيان للصفحة قالت: لدينا أعلى معدل لوفيات الأطفال فى العالم بواقع 50 طفلًا لكل ألف ولاده، ونصف اطفال مصر تقريبًا مصابون بأنيميا و8 ملايين شخص مصاب بفيروس (سى) ولدينا أكثر من 100 ألف مصاب بالسرطان سنويًا بسبب تلوث المياه، ولدينا سيارة إسعاف لكل 35 ألف مواطن.
وقال بيان الصفحة: فى مصر قانون للطوارئ تسبب فى وفاة عشرات المصريين من التعذيب وتسبب فى القبض على الألاف منهم دون وجود أى سند قانونى، وقال: إنه بسبب استخدام الأمن لمراقبة السياسين وإجهاض نشاطهم فقد نتج عن ذلك تزوير فاضح فى انتخابات مجلس الشعب أدت إلى أن الحزب الحاكم يحصل على أكثر من 90% من مقاعد المجلس.
وحدد بيان الصفحة مطالب (الثوار) على الوجه التالى
– المطلب الأول: مواجهة مشكلة الفقر قبل أن تنفجر وذلك باحترام حكم القضاء المصرى بزيادة الحد الأدنى للأجور زيادة عادلة، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم لتحسين الخدمات المقدمة للشعب، والعمل على صرف إعانات تصل إلى 500 جنيه مصرى لكل شاب خريج جامعى لا يستطيع الحصول على وظيفة وذلك لفترة محددة.
– المطلب الثانى: إلغاء حالة الطوارئ والتى تسببت فى سيطرة الجهاز الأمنى على مصر والقبض على المعارضين لسياسات الحكومة ووضعهم فى المعتقالات دون أى ذنب، ونحن نطالب بفرض إشراف النيابة على الأقسام لوقف عمليات التعذيب الممنهجة التى يتم ممارستها فى أقسام الشرطة، وتنفيذ أحكام القضاء وإحترامها من قبل الحكومة المصرية.– المطلب الثالث: إقالة حبيب العادلى وزير الداخلية بسبب الإنفلات الأمنى الذى تواجهه مصر متمثلًا فى الحوادث الإرهابية وإنتشار الجرائم التى حدثت على يد ضباط او عناصر من وزارة الداخلية دون وجود الرادع القوى.
– المطلب الرابع: تحديد مدة الرئاسة بحيث لا تتجاوز فترتيين متتاليتين لأن السلطة المطلقة مفسده، ولأنه لا توجد دولة متقدمة تسمح لرئيس الجمهورية البقاء عشرات السنين فى منصبة، من حقنا ان نختار رئيسنا ومن حقنا الا يستبد احد بالسلطة فيحكم البلاد حتى يموت.
كانت تلك هى أهم المطالب التى أعلنتها صفحة “كلنا خالد سعيد” قبل أحداث 25يناير بأيام قليلة، وقد ألتفت قطاعات واسعة من الجماهير حول هذا البيان، وأعتبرته يمثل مخرجًا لها من أزماتها الراهنة، خاصة بعد التزوير الفاضح فى انتخابات مجلس الشعب لعام 2010، واستبعاد كافة القوى المعارضة من التمثيل فى البرلمان.
كان الإخوان هم الذين وقفوا خلف هذه الصفحة وحرضوا على استمرارها وشاركوا فى إعداد بيانها وصولًا إلى تحديد يوم الخامس والعشرين من يناير لبدء الاحتجاجات والتظاهرات ضد نظام الرئيس مبارك.