سنترال رمسيس ينهض من جديد بعد الدمار.. تفاصيل خطة الترميم

أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا عاجلًا يقضي بإعادة تأهيل سنترال رمسيس، وذلك عقب سلسلة الحرائق التي اندلعت به مؤخرًا، والتي أثرت بشكل مباشر على قطاع الاتصالات والإنترنت في جميع أنحاء الجمهورية. وقد أسندت الحكومة مهمة إعادة الترميم والتأهيل إلى شركة المقاولون العرب”، مع توصيات ببذل أقصى الجهود والزمن اللازم لإعادة السنترال إلى وضعه الكامل، بحيث يستعيد أداءه كما كان قبل الحريق الذي تجدد أخيرًا قبل أن تتمكن أجهزة الحماية المدنية من إخماده بدرجة قياسية.
تحديث المنشآت الحيوية والبنية التحتية الرئيسية
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة متكاملة أعدتها الدولة لتجديد وتحديث المنشآت الحيوية والبنية التحتية الرئيسية في البلاد، والتي تشمل أعمال إصلاح شاملة لسنترال رمسيس. ومن المنتظر أن تعيد هذه الجهود للسنترال مكانته الحيوية في شبكة الاتصالات الوطنية، ليعود بقوته الكاملة بعد الضرر الذي لحق به مؤخرًا.ولسنترال رمسيس أهمية قصوى في المنظومة الاتصالية بمصر، حيث أنه يعد بمثابة المركز الرئيسي الذي تضخ من خلاله خدمات الاتصالات والإنترنت لملايين المواطنين. وقد تسببت حرائق الأيام الماضية في توقف أجزاء واسعة من الخدمة، ما أدى إلى حالة من الشلل والركود ليس فقط في الخدمات الحكومية، بل كذلك في القطاعات الخاصة والمواطنين على حد سواء. وانعكس هذا التعطل بشكل واضح على الحياة اليومية، حيث تبين أن السنترال هو القلب النابض لشبكة الاتصالات، وأي توقف فيه ينتج عنه تداعيات واسعة على كافة أنحاء الجمهورية.
الحكومة لا تعول على سنترال رمسيس وحدةً
وفي ضوء ذلك، أكد الدكتور مصطفى مدبولي خلال تصريحاته الأخيرة أن الحكومة لا تعول على سنترال رمسيس وحدةً كمصدر وحيد لدعم قطاع الاتصالات، بل لديها بدائل أخرى جاهزة لضمان استمرارية الخدمة وعدم انقطاعها. كما وجه الشكر لكل عناصر الجهات التنفيذية وأفراد الحماية المدنية الذين تحركوا بسرعة للسيطرة على الحريق والحد من تداعياته السلبية. أما بشأن متابعة تداعيات الأزمة، فقد أوضح مدبولي في اجتماعه الأسبوعي الأخير أن هناك لجان تحقيق شكلت خصيصًا لتحري أسباب اندلاع الحرائق في سنترال رمسيس، والعمل على تحديد أي تقصير أو ثغرات فنية قد تكون السبب وراء هذه الأزمة، مع السعي لوضع آليات دقيقة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. وأشار إلى أن لجان الطوارئ والدعم تعمل على مدار اليوم لضمان عدم تجدد أية حرائق والحفاظ على أمن واستقرار البنية التحتية لمرفق الاتصالات.ويذكر أن السلطات تواصل جهودها المكثفة لإعادة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى كامل طاقتها للمواطنين والمشتركين، بعد أن سببت الحرائق الأخيرة خللاً كبيرًا في شبكات المحمول وشركات الإنترنت. وتسعى الدولة من خلال كل هذه التحركات إلى تطويق آثار الكارثة، وضمان عودة الحياة الطبيعية لجميع القطاعات، مع التأكيد على أهمية تطوير شبكات الطوارئ وزيادة جاهزية المرافق الحيوية في المستقبل.وفي وقت سابق، بدأت محافظة القاهرة، بالتعاون مع الجهات المعنية، تنفيذ خطة شاملة لإعادة تأهيل سنترال رمسيس، أحد أهم المراكز الحيوية للبنية التحتية للاتصالات في العاصمة، وذلك بعد تعرض المبنى لحريق مفاجئ خلال الفترة الأخيرة أدى إلى أضرار مادية كبيرة.ويأتي المشروع ضمن جهود الدولة لتأمين المرافق الحيوية، واستعادة كفاءة الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون بشكل يومي.
الحريق المفاجئ يسلط الضوء على أهمية صيانة البنية التحتية
كان سنترال رمسيس قد تعرض لحريق مفاجئ منذ أسابيع قليلة، أثار قلقًا واسعًا بين المواطنين وأجهزة الدولة، نظرًا لأهمية الموقع كحلقة وصل رئيسية في منظومة الاتصالات بالعاصمة، وأسفر الحريق عن تلفيات في بعض الأجهزة والمعدات، دون وقوع خسائر بشرية.

ووفقًا لتقارير أولية، فقد اندلع الحريق في أحد الطوابق الفنية نتيجة ماس كهربائي يُرجح أنه ناتج عن تهالك بعض التوصيلات الكهربائية داخل المبنى، في ظل قدم البنية التحتية التي لم تخضع لأعمال تطوير شاملة منذ سنوات.
تحرك عاجل من الحماية المدنية والسيطرة على الحريق
فور اندلاع الحريق، تحركت قوات الحماية المدنية بالقاهرة بسرعة، حيث تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع السنترال، وتمكنت من السيطرة الكاملة على الحريق خلال فترة قصيرة، ومنع امتداده إلى باقي المبنى أو إلى العقارات المجاورة.وأشاد مسؤولو المحافظة بسرعة الاستجابة والتنسيق بين أجهزة الدفاع المدني وهيئة الاتصالات، ما أسهم في تقليل الأضرار، والحفاظ على الأجزاء الحيوية من السنترال.
إطلاق خطة تطوير شاملة للسنترال
في أعقاب الحادث، قررت محافظة القاهرة، بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البدء الفوري في تنفيذ خطة إعادة تأهيل شاملة لسنترال رمسيس. وتشمل الخطة أعمال ترميم للبنية الإنشائية، وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء الداخلية، وتحديث نظم الأمان والسلامة، بالإضافة إلى تطوير المعدات الفنية والبنية التحتية لشبكات الإنترنت والهاتف الثابت.وأكدت المحافظة أن عملية التطوير لن تؤثر على استمرار تقديم الخدمات للمواطنين، حيث تم اتخاذ تدابير مؤقتة لضمان استمرارية التشغيل خلال فترة أعمال الصيانة.
رسائل طمأنة للمواطنين وخطة لمنع تكرار الحوادث
طمأن مسؤولو المحافظة سكان المنطقة والمشتركين بخدمات السنترال أن جميع البيانات محفوظة بشكل آمن، وأنه لا توجد أية خسائر في سجلات العملاء أو خدمات الإنترنت والهاتف. كما أشاروا إلى أن الحريق كشف عن الحاجة إلى خطة وطنية لصيانة وتأمين السنترالات القديمة المنتشرة في عدد من المحافظات، والتي قد تكون معرضة لمخاطر مماثلة.وأوضحت محافظة القاهرة أنها ستتابع تنفيذ الخطة بشكل يومي، لضمان الالتزام بالجداول الزمنية، والانتهاء من كافة الأعمال في أسرع وقت ممكن، في ظل التوجيهات الرئاسية بتأمين واستدامة المرافق العامة.