زوهار صباح: كيف يتجسد الهجوم الإسرائيلي في شخصية فرد عبر خطة ممنهجة

زوهار صباح: كيف يتجسد الهجوم الإسرائيلي في شخصية فرد عبر خطة ممنهجة

زوهار صباح.. بعيدًا عن صخب السياسة وساحات الحرب، تدور مأساة صامتة في أقصى جنوب الضفة الغربية، في منطقة غور الأردن أو كما يُطلق عليها الأغوار، حيث يعيش البدو الرعاة في قرى مثل رأس العين والمعرجات، في الأغوار.هؤلاء السكان البسطاء، الذين لا علاقة لهم بالسياسة، يعتمدون على تربية الغنم في حياتهم اليومية، وسط افتقار لأبسط الخدمات، وبيئة معيشية قاسية.

زوهار صباح

وسط هذا المشهد القروي البسيط، ظهر شخص يُدعى زوهار صباح، شاب مستوطن من فئة “الضفائر”، جاء إلى المنطقة ليس طلبًا للسلام أو الحياة الريفية، بل مكلفًا بمهمة محددة: تفريغ غور الأردن من سكانه الأصليين.يحصل زوهار على دعم مالي وعيني، بما في ذلك مركبات “چيب”، من جهات حكومية وعسكرية وميليشيات يمينية، لتنفيذ مخططه المنهجي في التضييق على السكان العرب.

الأسلوب: خيمة.. ثم استيطان.. ثم تطفيش

يعتمد زوهار أسلوبًا بسيطًا وخطيرًا في آن واحد: يصطحب غنمه، وينصب خيمة في منطقة قريبة من القرى، ثم يبدأ برعي أغنامه في أراضٍ عربية خاصة، في انتهاك صارخ للملكية.بمجرد نصب الخيمة، تُعتمد كموقع استيطاني جديد، وتحمل اسمًا عبريًا مثل “عيرا شاحر” أو “عينوت كيدم”. الهدف من اختيار المواقع مدروس: تفتيت القرى ومنع البدو من الوصول للمراعي والمياه.

من الترهيب إلى السطو.. القصة تتصاعد

زوهار لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض، بل يبدأ بما يسميه السكان بـ”التلاكيك”: يطلق غنمه على ممتلكات الغير، يُتلف خزانات المياه، ويكسر الأنابيب، وقد تصل المضايقات لحد السطو على رؤوس الماشية أو رشق السكان بالحجارة.الأخطر، هو استغلال القانون: يتقدم بشكاوى كيدية للشرطة ضد السكان بزعم سرقة أغنامه، فيُعتقل الأبرياء، وتُصادر ماشيتهم، ويُطلق سراحهم لاحقًا ليجدوا أن كل شيء قد ضاع.استهداف المدارس والأطفال
وصلت انتهاكات زوهار صباح إلى اقتحام مدرسة القرية أثناء الدراسة، والاعتداء على الطلاب والمدرسين. الشرطة، بدلًا من محاسبته، اعتقلت مدير المدرسة بتهم ملفقة، بينما خرج زوهار حرًا طليقًا.حماية من الجيش.. وغطاء من الشرطة
يعمل زوهار صباح تحت حماية مباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يؤمن له الطرق ويمنع الأهالي من الدفاع عن أنفسهم. أما الشرطة، فتتواطأ معه، خصوصًا بقيادة ضباط مثل “جابرييل كاليش” قائد شرطة أريحا، الذي لا يتطلب أي دليل لتصديق روايات زوهار الكاذبة.

تهجير ممنهج.. عشرات القرى أُفرغت

خلال عامين فقط، تم تهجير سكان 20 قرية، بينها السيق وأم الخير ومغير الدير. وتقوم الخطة على نقل السكان تدريجيًا من منطقة إلى أخرى، حتى تُفرَّغ المنطقة تمامًا، في إطار مشروع السيطرة على طريق آلون الاستراتيجي وضم غور الأردن.إدانة دولية.. ثم تواطؤ
في السابق، أدانت بريطانيا والولايات المتحدة ممارسات زوهار صباح، ووصفت البؤر الاستيطانية التي ينشئها بأنها غير شرعية، ولكن مع وصول ترامب إلى الحكم، رُفعت الإدانة، وأصبح الملف نظيفًا، مما سمح له بمواصلة جرائمه دون محاسبة.المعرجات.. القرية الأخيرة التي تم تهجيرها
في الخميس الماضي، غادرت 30 أسرة قرية المعرجات بعدما لم تعد تحتمل المضايقات، ليستقروا في الخلاء على أطراف أريحا، بعدما فقدوا بيوتهم ومواشيهم وكل ما يملكون.الجيش ادعى أن الأسر “غادرت بمحض إرادتها”، رغم أن الحقيقة أن قوات مسلحة اقتحمت منازلهم ليلاً، كسرت الأبواب، سرقت 64 رأس غنم، واستولت على أجهزة ومدخرات وحتى التكييفات، ووصل الأمر لاقتحام مسجد وشرب الخمر داخله.الصورة الحقيقية لزوهار صباح
زوهار صباح، الذي تصفه بعض وسائل الإعلام الغربية بأن زوهار صباح  “راعٍ مسالم”، ليس إلا أداة ممنهجة في مشروع طرد السكان الأصليين من أراضيهم، بمزيج من القوة، التحريض، والدعم الرسمي.في ظل صمت الإعلام الدولي، تبقى هذه القصص صوتًا لمن لا صوت لهم، وتوثيقًا لواقع يعيشه آلاف الأبرياء يومًا بعد يوم، بلا حماية أو إنصاف.