بعد استهداف الطائرات المسيّرة، هجوم صاروخي روسي جديد على كييف وأوديسا

بعد استهداف الطائرات المسيّرة، هجوم صاروخي روسي جديد على كييف وأوديسا

في ليلةٍ قاسية أخرى من الصراع الروسي الأوكراني، تتحوّل سماء أوروبا الشرقية إلى مسرحٍ لحرب متصاعدة تستهدف المدنيين والبنى التحتية بلا رحمة، أقل من 24 ساعة بعد تنفيذ أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة في تاريخ الحرب، شنّت روسيا هجومًا صاروخيًا مدمرًا على العاصمة كييف ومدينة أوديسا، ليصبح بذلك هذا اليوم من أكثر أيام الحرب دموية واستمراراً في الضغط العسكري على أوكرانيا، وسط إشارات واضحة إلى أن موسكو لا تتوقف حتى على وقع أصوات الإنذار وتحطّم الأجساد.

من وابل المسيّرات إلى وابل الصواريخ

في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة الحرب الجوية على أوكرانيا، حيث أعلنت القوات الجوية الأوكرانية رصد 479 طائرة مسيّرة متفجرة أُطلقتها روسيا خلال هجوم غير مسبوق الأحد. وبعدها بوقت قصير، شهدت البلاد هجومًا جديدًا يستهدف مدنًا رئيسية مستخدمة صواريخ باليستية نحو قلب كييف، بحسب ما أكده مسؤولون أوكرانيون.

كييف تحت القصف.. دوي انفجارات في كل مكان

في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، دوّت صفارات الإنذار في أنحاء العاصمة، بينما توجهت الدفاعات الجوية الأوكرانية إلى التصدي لصواريخ باليستية وأهداف جوية متعددة. وسُمع دوي انفجارات متتالية، مع اشتباكات بين القبة الحديدية وأهداف روسية حاولت اقتحام الأجواء المدنية، وفقًا لمراسل قناة “RBC” أوكرانيا. سقوط صاروخ واحد على الأقل أُفيد به قبل شنّ الهجوم الأوسع.أعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو أن فرق الإسعاف انتشرت فورًا إلى أربعة أحياء، من بينها الحي التاريخي “بوديل”، فيما ظلت الإنذارات على مدار الوقت تحث السكان على التوجه إلى الملاجئ خوفًا من تصاعد الهجمات. 

أوديسا تستهدف مستشفى الولادة

لم تقتصر الهجمات على العاصمة فحسب، بل ضربت أيضًا مدينة أوديسا الساحلية. شنّت مسيرات هجومية هجوماً على مستشفى للولادة، ما أسفر عن أضرار بالمبنى الإداري. وأوضح العمدة هينادي تروخانوف أن الهجوم الكبير أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار بالمرافق المدنية، داعيًا السكان إلى الحذر والاستعداد لأي طارئ. 

حجم الهجوم: واحد من أشدّ التفجيرات الجوية

يأتي هذا الهجوم الصاروخي بعد ساعات من أكبر هجوم مسيّرات سجلته الحرب، وتبع ذلك إشارات إلى أن روسيا تضاعف هجماتها، جمهوريًا يصنفها الأوكرانيون بأنها “تسونامي قتالي”. وشهدت أوكرانيا خلال الأزمة ما قد يصل إلى 728 طائرة مسيرة و6 صواريخ فرط صوتية في هجوم سابق، وفق تقدير “رويترز”. 

التسليح والدفاع: قبة لا تكتفي بعد

رغم الإبلاغ عن إسقاط معظم الطائرات المسيّرة والصواريخ، فإن قصف كييف استمر لساعات، بينما دعمت أنظمة الدفاع المدني جهودًا لسد الثغرات. فيما طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي تكثيف الدعم الغربي وإرسال مزيد من الأنظمة الدفاعية، لا سيما بطاريات “باتريوت”، وسط مخاوف من ضغوطات متجددة قد تثقل كاهل الدفاع المدني. 

تداعيات مدنية وإنسانية وخبرات جديدة

الهجوم ترك أثرًا واضحًا على السكان المدنيين؛ فقد شهدت كييف سقوط قذائف وأجسام طائرة في مواقع متعددة، ألحقتها أجراس إنذار الإنقطاع الكهربائي والأضرار الناتجة عن الانفجارات المتلاحقة. والأضرار شهدت مستويات متعددة من الانهيار، من مبانٍ سكنية إلى منشآت حيوية تتضمن مدارس ومستشفيات، بينما اندلعت حرائق أجبرت فرق الطوارئ على الاستجابة الفورية.

سماء أوكرانيا على “حافة الانفجار”

روسيا لم تدع فرصة الوقت من أجل شنّ هجوم متقن ومزدوج الأسلحة، يظهر عزمها على إبقاء الضغط مستمرًا وعلى مدنية أوكرانيا في مهب خطر متكرر. الهجوم الصاروخي الذي تبع وابل المسيّرات يرفع درجات التهديد إلى مستوى جديد، محولًا السماء الأوكرانية إلى ساحة لصراع يُخشى أن يطال تداعيات العاصفة العسكرية التي لا تُهدأ.وسط هذا التصعيد، يحوم تهديد بأن تكون هذه اللحظة قبل انفجار أكبر—إن فشلت الجبهة الغربية في بلورة قرار حاسم لمساندة أوكرانيا بالدفاع الجوي والإنساني. وبين دوي الانفجارات في كييف وأوديسا، يقف المدافعون على أعتاب اختبار صدقية الدعم الدولي، فيما تُختبر إرادة المدنيين في الصمود تحت وطأة “تسونامي صمت العالم”.