كاتس: إيران تسعى للظهور مجددًا ويجب علينا التصدي لتهديداتها تجاه الإسرائيليين

في مشهد يعكس حالة التوتر الإقليمي والتحديات المتصاعدة التي تواجهها إسرائيل، حذّر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، من محاولات إيران استعادة قدراتها العسكرية والعملياتية بعد الضربات التي تعرضت لها مؤخرًا، مؤكدًا أن “العدو يتعلم ويستعد”، وأن التحدي الرئيسي هو “منع إيران من العودة وتهديد مواطنينا”.
إيران.. العدو المستعد للعودة
في كلمته خلال حفل تخريج دورة الأمن القومي، التي أوردتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، شدد كاتس على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إيران، رغم تلقيها ضربات قوية، “ستسعى لاستخلاص الدروس، وستحاول إعادة تأهيل نفسها عسكريًا واستخباراتيًا”، وهو ما يستوجب “خطة تنفيذية واضحة” لمنع هذا السيناريو.وأشار كاتس إلى أن الدروس التي استخلصتها إيران من العمليات العسكرية الأخيرة، سواء في الداخل الإيراني أو في الساحات الخارجية مثل سوريا والعراق، تُحتّم على إسرائيل تطوير استراتيجياتها، وعدم الركون إلى النجاحات المؤقتة.
غزة في صلب العقيدة الأمنية
وفي ما يخص جبهة غزة، أكد وزير الدفاع أن الهدف الإسرائيلي لم يتغير، والمتمثل في “إعادة جميع الرهائن وضمان عدم وجود حماس هنا”، في إشارة إلى السياسة المستمرة التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، حيث تسعى تل أبيب لتصفية الوجود العسكري والسياسي للحركة في القطاع.تصريحات كاتس تأتي في وقت تشهد فيه مفاوضات التهدئة تعثّرًا، وسط وساطات دولية مكثفة، وتوترات ميدانية متصاعدة، خاصة في مناطق جنوب القطاع التي تشهد عمليات عسكرية متكررة.
هرتسوغ: النظام الدولي يتغير.. والمجتمع الدولي خذلنا
من جانبه، وفي المناسبة ذاتها، أطلق الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ تحذيرًا سياسيًا من نوع آخر، إذ تحدث عن تحولات “جذرية” تشهدها الساحة الدولية، مؤكدًا أن “تحالف القوى العالمي وتوازن القوى الإقليمي يعيدان تشكيل نفسيهما”.ورأى هرتسوغ أن تجاهل هذه التحولات السياسية وتبني سياسة الانغلاق والانعزال سيكون “خطأ استراتيجيًا فادحًا”، داعيًا إلى الانخراط الفعال في رسم مستقبل التحالفات، لا سيما مع “أصدقاء إسرائيل التقليديين”، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.وفي لهجة تعكس خيبة أمل واضحة، عبّر هرتسوغ عن امتعاضه من مواقف بعض المنظمات والدول خلال العامين الماضيين، قائلاً: “لقد أدارت لنا المنظمات والدول الأعضاء ظهرها. تجاهلت منظمات حقوق الإنسان مجزرة مصورة وموثقة”، في إشارة إلى عمليات 7 أكتوبر التي تسببت في حالة صدمة داخلية وخارجية.
دعوة للانفتاح وتجنب العزلة
رغم الانتقادات، شدد الرئيس الإسرائيلي على أهمية عدم الوقوع في فخ “شيطنة المجتمع الدولي”، قائلاً: “لا يزال أصدقاء إسرائيل الكبار يقفون إلى جانبنا عند مفترق طرق مصيري”، معربًا عن أمله بأن تترجم هذه العلاقات إلى دعم استراتيجي في المرحلة القادمة.هرتسوغ، المعروف بمواقفه المعتدلة نسبيًا، دعا إلى عدم الانغلاق، وقال: “نعيش في زمن استثنائي.. وزمن التحولات يتطلب قرارات استثنائية”، في رسالة يبدو أنها موجهة إلى صناع القرار في إسرائيل بضرورة الموازنة بين الردع العسكري والانخراط السياسي.
إسرائيل بين فكّي الخطر والفرصة
في ظل التصريحات المتقاربة من المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، يتضح أن إسرائيل تجد نفسها في لحظة فارقة: من جهة، يلوح في الأفق خطر استراتيجي متمثل في إيران، وتنظيمات متحالفة معها في المنطقة، ومن جهة أخرى، تواجه تحديات داخلية وخارجية لتبرير استمرارية عملياتها العسكرية، ومصداقيتها على الساحة الدولية.الرهان الإسرائيلي يبدو واضحًا: منع إيران من التمركز مجددًا، وتحييد حماس، مع محاولة الحفاظ على شبكة العلاقات الدولية التي بدأت تُصاب بالتآكل. لكن الطريق إلى هذا التوازن محفوف بالمخاطر، وربما تدفع إسرائيل ثمنًا سياسيًا أو أمنيًا إذا ما أخطأت في تقدير لحظة التحول.