القناة 12 الإسرائيلية: ترامب ونتنياهو يجتمعان يوم الخميس لمناقشة اتفاق تهدئة مهم في غزة

بين أسوار البيت الأبيض، وفي ظل تصاعد أعمدة الدخان من غزة، تتسارع الخطى وتُحسم القرارات، لقاءات سياسية مغلقة، ووعود بإطلاق رهائن، وتقارير عن صفقة وشيكة قد تعيد رسم ملامح الصراع، فهل يشهد الخميس إعلان الهدنة؟ أم أن الخلافات المتبقية ستفجّر جولة جديدة من الحرب؟بين التفاؤل الرسمي والتوتر الميداني، تتجه الأنظار إلى الاجتماع المحتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قد يكون حجر الزاوية في اتفاق تاريخي.. أو العثرة الأخيرة أمامه.
اجتماع ثالث في واشنطن: القناة 12 تكشف التفاصيل
ذكرت القناة 12 العبرية، في تقرير بثّته مساء الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يعقد اجتماعًا إضافيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل مغادرته واشنطن المقررة مساء الخميس.ويأتي هذا الاجتماع المحتمل بعد لقاءين سابقين خلال اليومين الماضيين، تناولا تصعيد الأوضاع في غزة والمفاوضات غير المباشرة الجارية بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار.وبحسب القناة، فإن هذا اللقاء، إذا تمّ، سيحمل في طياته ما يمكن اعتباره اللمسات الأخيرة على التفاهمات السياسية– الأمنية التي قد تخرج باتفاق تهدئة طويل الأمد في القطاع، وسط مؤشرات متزايدة على اقتراب موعد الحسم.
ترامب: “فرصة جيدة جدًا لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع أو المقبل”
في تصريح لافت أدلى به من داخل البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إن هناك “فرصة جيدة جدًا” للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، إما هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل على أبعد تقدير. واعتبر ترامب أن اللقاءات المكثفة التي أجراها مع نتنياهو تحمل في طياتها “نتائج واقعية”، رغم اعترافه بوجود “بعض التفاصيل التي لا تزال عالقة”.وأضاف ترامب: “ليس المهم ما إذا كانت الاجتماعات سرية أو علنية، ما يهمنا هو النتائج، ونحن نقترب جدًا من اتفاق”.
نتنياهو: متفائل رغم الخلافات
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مع حركة حماس في غزة، مؤكدًا أن “الخلافات لا تزال قائمة، لكنها ليست مستعصية”. وأوضح أن المحادثات مع إدارة ترامب تسير بشكل “إيجابي وبنّاء”، مع التركيز على ضمان أمن إسرائيل واستعادة الرهائن.نتنياهو أشار، إلى أن الجانب الإسرائيلي منفتح على خيارات متعددة، لكنه لن يوافق على أي صفقة دون “ضمانات أمنية حقيقية”، في إشارة واضحة إلى النقاش الدائر حول مسألة الانسحاب الإسرائيلي من محور موراغ الذي تصر حركة حماس على إخلائه كجزء من الاتفاق.
السياق الميداني: ضغط عسكري ومهلة تفاوضية
تأتي هذه التحركات السياسية في ظل تصعيد ميداني متواصل في غزة، حيث يتزايد الضغط العسكري الإسرائيلي، بالتوازي مع المفاوضات الجارية عبر وسطاء دوليين. وتُعتبر الأيام المقبلة حاسمة، خاصة أن الجانب الأمريكي، بحسب تقارير إعلامية، وضع إطارًا زمنيًا قصيرًا لإنهاء الجولة الحالية من المحادثات.وتُشير مصادر مطلعة، إلى أن قضية الرهائن تمثل النقطة الجوهرية في المحادثات، إلى جانب ملفات مثل الضمانات الأمنية وتدفق المساعدات ووقف دائم لإطلاق النار، وهي ملفات لم تُحسم بالكامل حتى الآن.
اجتماعات سرية.. ودور قطري في الوساطة
في سياق متصل، كشفت تقارير أميركية، أبرزها من موقع “أكسيوس”، عن اجتماع ثلاثي سري عُقد في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، ضم مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بالإضافة إلى مبعوث قطري.وبحسب “أكسيوس”، فإن هذا الاجتماع أدى إلى “تحقيق تقدم كبير” في مفاوضات صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو ما يعزز احتمالية أن يكون الاجتماع المرتقب بين ترامب ونتنياهو نقطة إعلان رسمية للاتفاق.
على بعد ساعات من القرار المصيري
في السياسة، لا شيء محسوم حتى الدقيقة الأخيرة، لكن المؤشرات تتزاحم: اجتماعات طارئة، تحركات أمريكية–إسرائيلية مكثفة، ونقطة ضوء تبدو قريبة أكثر من أي وقت مضى. فهل يكون اجتماع الخميس إعلانًا لنهاية حرب أدمت غزة وقلوب ملايين الفلسطينيين؟ أم لحظة انكشاف لمفاوضات لم تنضج بعد؟ العالم يترقب، لكن الزمن لا ينتظر… وقرار الحرب أو السلم قد يُتخذ في غرفة مغلقة، على طاولة واحدة، بين ترامب ونتنياهو.