خبير سياسي: المجتمع الدولي يستمر في التباطؤ بشأن غزة والبيانات لا تمنع الجرائم المرتكبة

خبير سياسي: المجتمع الدولي يستمر في التباطؤ بشأن غزة والبيانات لا تمنع الجرائم المرتكبة

قال الكاتب والباحث السياسي أمير مخول، إن المجتمع الدولي لم يتعامل حتى اللحظة بالجدية المطلوبة مع الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أن وتيرة التحرك الدولي لا تزال “ضعيفة ومخيبة للآمال”.

المجتمع الدولي يواصل التلكؤ في غزة

وأوضح مخول في مداخلة من حيفا عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أن المجتمع الدولي، ومنذ بدء الحرب، يكتفي بالتنديد دون اتخاذ إجراءات فعلية لوقف المجازر، مضيفًا أن بعض الدول الأوروبية، مثل بريطانيا، تواصل دعمها السياسي لإسرائيل، حتى بعد التقارير التي تؤكد استهداف المدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات.

ونوّه إلى أن الحكومة الإسبانية أبدت موقفًا متقدمًا مقارنة بغيرها من الحكومات الأوروبية، بعد أن وجهت اتهامات مباشرة للقوات الإسرائيلية باستخدام القوة ضد مدنيين عزل، لكن حتى هذا الموقف، كما وصفه، لا يحمل ثقلاً حقيقيًا داخل التكتل الأوروبي، ولا يترجم إلى ضغط فعلي.وأشار مخول، إلى أن إسرائيل، رغم الانتهاكات، لا تزال تتحرك بغطاء دولي ضمني، خاصة في ظل تضارب الأولويات الإقليمية والدولية، وتوزع الانتباه بين ملفات مثل إيران وسوريا، ما يقلل من فعالية أي ضغط على إسرائيل في الملف الفلسطيني.

واشنطن تسابق الزمن للوصول إلى هدنة

في سياق متصل، أوضح أمير مخول أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار لا تزال غير واضحة المعالم، بالرغم من التفاؤل الأمريكي المعلن بشأن التوصل إلى اتفاق قريب، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وما يتبعها من تحركات دبلوماسية، تأتي في إطار محاولة إخراج إسرائيل بإنجاز سياسي يمكن تسويقه داخليًا، خاصة أن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة وفشلًا ميدانيًا واضحًا في تحقيق أهداف الحرب.وأكد أن واشنطن لا تزال تراهن على “الصفقة الشاملة”، التي تتضمن قضايا متعددة تتجاوز الملف الفلسطيني، مثل الملف الإيراني، والتحولات في سوريا، مشيرًا إلى أن أي تقدم في غزة سيكون مرتبطًا بهذه الملفات، وليس استجابة مباشرة للكارثة الإنسانية فقط، منوهًا إلى أن الأحاديث الجارية حول مفاوضات غير مباشرة في الدوحة، بمشاركة أمريكية، لا تزال تدور في إطار “الإطارات العامة”، دون دخول فعلي في التفاصيل النهائية، مما يُعقد المشهد ويُضعف فرص التوصل إلى هدنة مستقرة.وأضاف أن البيت الأبيض يسعى لتقليل خسائره السياسية من خلال تقديم مخرج سريع، لكن دون ضغط حقيقي على إسرائيل للقبول بشروط عادلة، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تلعب على أكثر من جبهة، وتحاول توظيف علاقتها مع فصائل في أماكن متعددة كأفغانستان والعراق وسوريا، لتوجيه الرسائل أو تعديل التوازنات.واختتم مخول بالتأكيد، أن الأوضاع في غزة باتت تشكل عبئًا أخلاقيًا متزايدًا على إسرائيل والولايات المتحدة، وأن استمرار المجازر، وتفاقم المأساة الإنسانية، يزيد من عزلة تل أبيب على المستوى العالمي، رغم محاولات التجميل الإعلامي.