من جراح البداية إلى تعقيدات التفاصيل.. النقاشات تواصلت في انتظار لقاء ترامب ونتنياهو

من جراح البداية إلى تعقيدات التفاصيل.. النقاشات تواصلت في انتظار لقاء ترامب ونتنياهو

بدأت الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، ظهر أمس الإثنين، وسط محاولات حذرة لتقليص الفجوات التي ظهرت خلال الجولة الأولى التي عُقدت مساء الأحد.وبينما انطلقت المفاوضات بمناخ متفائل نسبيًا بفعل مقترح جديد صاغه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، اصطدمت المحادثات سريعًا بعقبة حاسمة، تمثلت في رفض إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بحرية وأمان، وهو ما اعتبرته حركة حماس “شرطًا جوهريًا لا يمكن تجاوزه”.في الجلسة الأولى، طرحت حماس مطالبها الإنسانية والأمنية بمرونة نسبية، في حين أبدى الوفد الإسرائيلي تحفظًا على بعض البنود المرتبطة بترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار. لكن في الجولة الثانية ظهر الإثنين، لم تنجح محاولات الوسطاء في تحقيق اختراق حقيقي، رغم استمرار الحوار وتحديد موعد لجلسة ثالثة في المساء.ش

جلسة ثانية بلا اختراق… و”استمرار التواصل” عنوان المرحلة

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لوكالة “فرانس برس”، إن جلسة الظهيرة “انتهت دون تحقيق أي اختراق، لكن المفاوضات ستستمر”، مؤكدًا أن “حماس لا تزال تأمل التوصل إلى اتفاق”.من جهته، نفى مصدر إسرائيلي نقلت عنه صحيفة “إسرائيل هيوم” ما تردد عن فشل المفاوضات، مشددًا على أن “التواصل لا يزال جاريًا من خلال الوسطاء”.ووفق مصادر فلسطينية تحدثت لوكالة “رويترز”، فإن رفض إسرائيل رفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات إلى غزة لا يزال العقبة الرئيسية التي تمنع إحراز تقدم حاسم، رغم التفاهم على عدد من البنود الأمنية والإنسانية.

المقترح الأميركي حاضر بقوة… وويتكوف يقود الضغط من واشنطن إلى الدوحة

الجولة الحالية من المحادثات تُبنى على مقترح جديد قُدم للطرفين يستند إلى رؤية المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والذي اجتمع في وقت سابق برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن، قبل أن يعلن نيته العودة إلى الدوحة لمتابعة مسار التفاوض عن كثب.ويُعتقد أن المبادرة الأميركية تتضمن آلية مرحلية لوقف إطلاق النار، تبادل أسرى، وضمانات إنسانية، على أن تُستكمل باقي الملفات لاحقًا ضمن مسار سياسي أوسع.

نتنياهو في واشنطن… ولقاء حاسم مع ترامب وسط ترقّب إقليمي

بالتزامن مع المحادثات الجارية في الدوحة، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في لقاء مغلق يُتوقع أن يكون له تأثير مباشر على الموقف الإسرائيلي من الاتفاق المطروح.وكان نتنياهو قد عقد في وقت سابق اجتماعين منفصلين مع وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ويتكوف، ما يُعد مؤشرًا على توحيد الموقف الأميركي–الإسرائيلي قبيل اتخاذ القرار النهائي بشأن المقترح.وأكد ترامب، الأحد، أن هناك “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، قائلاً: “نجحنا في إخراج العديد من الرهائن، ونتوقع إطلاق عدد لا بأس به منهم قريبًا”.
المفاوضات في الدوحة لم تنهَر، لكنها دخلت مرحلة حرجة تتطلب حسمًا سياسيًا من تل أبيب، بدعم مباشر من واشنطن.
وإذا كان زخم الجولة الأولى قد منح المفاوضات أملاً، فإن عقبة المساعدات الإنسانية باتت اختبارًا حقيقيًا لجدية إسرائيل، وضمانًا لا تتنازل عنه حماس.الأنظار الآن تتجه إلى نتائج لقاء ترامب–نتنياهو، والتي قد تُمهّد إما لانفراجة حاسمة… أو لجولة جديدة من التصعيد.