ترامب: حماس تسعى لوقف القتال.. ونملك فرصة لإبرام «اتفاق سلام»

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته في أن حركة حماس تسعى للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، مؤكدًا أن هناك “فرصة حقيقية” للتوصل إلى صفقة سلام شاملة في الشرق الأوسط.وجاءت تصريحات ترامب مساء الإثنين خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، ضمن زيارة رفيعة تأتي في ظل جهود مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023.
“حماس تريد اللقاء ووقف النار”
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت العمليات العسكرية الجارية ستعطّل مفاوضات الهدنة الجارية في الدوحة، قال ترامب للصحفيين: “إنهم (حماس) يريدون اللقاء، ويريدون وقف إطلاق النار هذا.”كما أشار إلى وجود تعاون إقليمي، مضيفًا: “حصلت على تعاون كبير من الدول المجاورة لإسرائيل.”
خطة نقل الفلسطينيين وخيارات السلام
وفي إشارة إلى خطط نقل الفلسطينيين من غزة إلى مناطق أخرى، قال ترامب إن هناك دعمًا إقليميًا واسعًا لهذه الترتيبات، دون أن يوضح طبيعة الدول أو آلية التنفيذ.وعندما سُئل عن إمكانية حل الدولتين، اكتفى ترامب بالرد: “لا أعرف فيما شدد على أهمية تحقيق وقف إطلاق نار فوري”، قائلاً: “نريد الوصول لوقف إطلاق النار بغزة وأمامنا فرصة للتوصل إلى صفقة سلام”.
سنصنع السلام مع من لا يسعون لتدميرنا
من جانبه، قال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لصنع السلام مع “الفلسطينيين الذين لا يسعون لتدميرها”، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن “القوة السيادية للأمن ستبقى دائمًا في أيدينا”.وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية: “نعمل مع أميركا لإيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل، ونحن قريبون من التوصل إلى اتفاق في غزة.”
رهائن وقتلى ومخاوف مجاعة
اندلعت الحرب الحالية في غزة عقب الهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، إضافة إلى احتجاز 251 رهينة.
وتقدّر إسرائيل أن نحو 50 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.في المقابل، تسببت الحرب الإسرائيلية اللاحقة في مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، وأدّت إلى نزوح جماعي لأكثر من مليون شخص. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو نصف مليون فلسطيني مهددون بالمجاعة خلال الأشهر المقبلة.
صفقة على حافة النار
يبدو أن تصريحات ترامب ونتنياهو تشير إلى تحول تكتيكي في الخطاب السياسي وسط ضغوط دولية وداخلية لإنهاء الحرب.
فالرئيس الأميركي يلمّح إلى صفقة سلام كبرى قد تعيد تشكيل الواقع الإقليمي، بينما يحاول نتنياهو استثمار الدعم الأميركي لتحقيق مكاسب استراتيجية في غزة دون التنازل عن الأمن.ومع ذلك، تظل مصداقية الحلول المطروحة مرتبطة بمواقف حماس والواقع الإنساني المتدهور في القطاع. وبينما تدور المفاوضات في الدوحة، لا تزال النار مشتعلة في الميدان، في مشهد يُعقّد كل حديث عن سلام “دائم”.