وسائل إعلام إسرائيلية: وفاة 5 جنود إسرائيليين جراء كمين معقد في بيت حانون

أفادت وسائل إعلام عبرية، أمس الاثنين، بمقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين، بينهم ضابط كبير، في هجوم معقد نفذته فصائل فلسطينية شمالي قطاع غزة، وتحديدًا في بلدة بيت حانون، كما أُعلن عن فقدان جندي آخر لا تزال القوات تبحث عنه حتى لحظة إعداد التقرير.ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية العملية بأنها واحدة من أعنف الضربات التي تعرضت لها قوات الإحتلال الإسرائيلية في شمال القطاع منذ أسابيع، مشيرة إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وسط فوضى ميدانية واحتراق آليات عسكرية.
تفجير مدرعة واستهداف الروبوت وقوة الإنقاذ
بحسب التفاصيل، بدأ الهجوم حين فجّر مقاتلون فلسطينيون عبوة ناسفة شديدة الانفجار في مدرعة تقل جنودًا من وحدة “يهلوم” الهندسية، المتخصصة في تفكيك الأنفاق والمنازل المفخخة.وعقب التفجير، استهدفت الفصائل روبوتًا عسكريًا محملًا بالذخيرة بقذيفة مضادة للدروع أثناء تجهيزه، ثم وجهت نيرانًا مباشرة على قوة الإنقاذ التي حاولت سحب المصابين، ما أسفر عن خسائر مضاعفة في صفوف الجنود.وأكدت القنوات الإسرائيلية أن بعض الجنود احترقوا داخل المدرعة، واصفة المشهد بأنه “صادم” ويعيد إلى الأذهان حادثة خان يونس الأخيرة التي سقط فيها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين بنيران المقاومة.
مروحيات إجلاء وسط النيران… وفوضى في الميدان
أرسلت قوات الاحتلال مروحيات عسكرية إلى الموقع لإجلاء القتلى والمصابين، فيما استمرت الاشتباكات وسط إطلاق نار كثيف لتأمين موقع الكمين. وتشير المصادر إلى أن العملية لم تُحسم بعد، وسط فوضى ميدانية واستمرار فقدان أحد الجنود.وأكدت وسائل إعلام فلسطينية أن الهجوم استهدف جنودًا من وحدة “يهلوم” الهندسية، التي يُتهم عناصرها بالمسؤولية عن تفخيخ وتفجير منازل المدنيين في غزة خلال العمليات العسكرية الجارية.
نتنياهو أُبلغ بالعملية خلال وجوده في البيت الأبيض
وقع الهجوم بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث يجتمع مع الرئيس دونالد ترامب ضمن زيارة رسمية تناقش سبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن.وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو تلقى تقارير عاجلة حول تفاصيل الهجوم خلال وجوده في البيت الأبيض، مما قد يلقي بظلال ثقيلة على المحادثات السياسية الجارية، ويزيد من الضغوط على المفاوضين الإسرائيليين في الدوحة.
تصعيد ميداني يسبق الحسم التفاوضي؟
يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة عمليات نوعية نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن حماس تحاول رفع كلفة الاحتلال قبل الدخول في أي اتفاق لوقف إطلاق النار.ويرى محللون أن العملية قد تمثل ورقة ضغط ميدانية للفصائل خلال مفاوضات الجولة الثالثة في الدوحة، خاصة في ظل إصرار تل أبيب على استعادة جميع الرهائن قبل الموافقة على إنهاء الحرب.الهجوم في بيت حانون يعيد تأكيد قدرة الفصائل الفلسطينية على شن كمائن معقدة وفعّالة رغم التوغل الإسرائيلي، ويكشف عن هشاشة أمنية مستمرة في عمق العمليات البرية.
كما يطرح تساؤلات حول جاهزية القوات الإسرائيلية، ويزيد من تعقيد الحسابات السياسية والعسكرية التي يناقشها نتنياهو مع ترامب في واشنطن.