تكساس تحت الماء: الفيضانات تودي بحياة الناس وتبرز ضعف نظام الإنذار المبكر

تكساس تحت الماء: الفيضانات تودي بحياة الناس وتبرز ضعف نظام الإنذار المبكر

لم تكن أجراس عيد الاستقلال في تكساس تدق فرحًا هذا العام، بل كانت تُغرق في الطوفان. عاصفة مفاجئة ضربت الولاية فجّرت واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، حاصدة 78 قتيلًا وعشرات المفقودين، في مشهد يفوق الوصف ويشعل الغضب.

مخيم الفتيات.. البراءة تُبتلع بالنهر

من بين أكثر المشاهد إيلامًا، ما حدث في مخيم “كامب ميستيك” للفتيات المسيحيات، حيث لا تزال 11 فتاة وأحد المرشدين في عداد المفقودين بعد أن فاض نهر “جوادالوبي” فجأة، ليجتاح الخيام ويبتلع البراءة. وكان بالمخيم أكثر من 700 فتاة عند حدوث الكارثة، في لحظة تحولت فيها الطبيعة إلى سلاح قاتل.

أرقام مروعة.. والدموع لا تكفي

بحسب حاكم الولاية غريغ أبوت، فإن مقاطعة “كير” وحدها سجلت 59 حالة وفاة، في حين توزعت بقية الضحايا على خمس مقاطعات، أبرزها “ترافيس” و”بيرنت”. وقال أبوت: “ما مرّ به هؤلاء الأطفال مروع… سنواصل عمليات البحث حتى آخر لحظة”.تم إنقاذ أكثر من 850 شخصًا، بعضهم كان يتشبث بالأشجار بعد أن حاصرهم السيل دون مفر، لكن 41 آخرين ما زالوا مجهولي المصير وسط استمرار الفوضى المائية.

إدارة ترامب تحت النار: هل تسببت سياسات التقشف بالمجزرة؟

في خضم المأساة، بدأت أصابع الاتهام تتجه إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي وُجهت إليها اتهامات مباشرة بالتقصير في دعم الهيئات الفيدرالية المختصة بالتنبؤ بالكوارث.
ريك سبينراد، المدير السابق للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، صرّح: “تم خفض آلاف الوظائف في هيئة الأرصاد… وهذا لا بد أن يُضعف قدرتنا على التحذير المبكر”.

من جهتها، أقرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بأن التحذير الصادر يوم الخميس كان “متوسط الشدة”، ولم يتنبأ بالغزارة الفعلية للأمطار. وفي الوقت نفسه، وعدت بتحديث المنظومة “لتلافي تكرار المأساة”.

كارثة بيئية أم فشل إداري؟

بين أنين المفقودين وغضب الأهالي، ترتفع أسئلة قاسية: هل كانت هذه الكارثة حتمية؟ أم أن نظام التحذير كان يمكن أن ينقذ الأرواح؟
في ولاية تعرف جيدًا فيضانات الصيف، لم يكن ما حدث مجرد عاصفة. بل فضيحة إنذار، وعنوان موجع لفشل الدولة في حماية شعبها من الغرق في الطين والموت.