ماسكر يتجه نحو الكونغرس وترامب يطلق هجمة قوية: “ضل السبيل”

في تصعيد جديد للخلاف بين قطبي السياسة والمال في أمريكا، شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً لاذعاً على الملياردير إيلون ماسك، واصفاً إياه بأنه “خرج عن المسار الصحيح”، وذلك بعد إعلان ماسك عزمه المضي في مشروعه السياسي الجديد، بإنشاء “حزب أميركا” لمواجهة ما يصفه بهيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ماسك يخطط لتغيير قواعد اللعبة السياسية
في سلسلة منشورات على منصته “إكس”، أعلن ماسك أنه سيركز خلال الأشهر الـ12 المقبلة على دعم مرشحين في الكونجرس الأميركي، بمجلسيه: الشيوخ والنواب، معتبرًا أن التغيير يبدأ من هناك. ولمّح إلى إمكانية دعم مرشح رئاسي في انتخابات 2028، لكنه استبعد الترشح شخصيًا حتى الآن.كما جدد انتقاده لقانون الإنفاق والضرائب، الذي أقره الكونجرس مؤخرًا، وكتب: “ما الهدف من وزارة الكفاءة الحكومية إذا كنا سنزيد الدين العام بـ5 تريليونات دولار؟”.
ترامب: “ماسك حطام قطار.. والحزب الثالث وصفة للفوضى”
في رد مباشر، هاجم ترامب طموحات ماسك السياسية، قائلاً إن “الأحزاب الثالثة لا تجلب سوى الفوضى والاضطراب، ولدينا ما يكفي من ذلك بالفعل بوجود الديمقراطيين اليساريين”. وأضاف أن ماسك “أصبح يشبه حطام قطار خلال الأسابيع الخمسة الماضية”، متهمًا إياه بمحاولة تفتيت الدعم الجمهوري.وأشار ترامب إلى أنه عندما دعم ماسك سابقاً، كان الأخير على علم بأن مشروع تفويض السيارات الكهربائية سيلغى، ومع ذلك لم يُبدِ اعتراضاً، وهو ما وصفه ترامب بـ”المفاجئ”.
اتهامات متبادلة: “ناسا” والولاءات السياسية
لم يتوقف هجوم ترامب عند حد السياسة العامة، بل أشار إلى محاولة ماسك تعيين صديقه جاريد إيزاكمان مديرًا لوكالة “ناسا”، واصفًا إياه بـ”ديمقراطي لم يقدم دعماً للحزب الجمهوري مطلقاً”، ما اعتبره تضارباً في المصالح بسبب ارتباط مشاريع ماسك الفضائية بوكالة ناسا.الخلاف المتصاعد بين ترامب وماسك يعكس احتدام الساحة السياسية الأمريكية قبيل الانتخابات، ويفتح الباب أمام تساؤلات جادة حول مستقبل الخارطة الحزبية في البلاد. فبينما يسعى ماسك لإعادة تشكيل النظام السياسي من الداخل عبر “حزب أميركا”، يراه ترامب تهديداً مباشراً لوحدة الجمهوريين، بل وسبباً محتملاً لخسارة الانتخابات لصالح الديمقراطيين. في مشهد لا يخلو من المفارقة، يصطدم أغنى رجل في العالم بأحد أكثر الرؤساء الأميركيين تأثيراً في العقدين الأخيرين، في معركة قد تكون بداية لتحولات أعمق في ميزان القوى داخل واشنطن. الأيام القادمة وحدها ستكشف من سينتصر في هذه المواجهة.