قمة “البريكس” تندد بالهجمات الإسرائيلية في غزة والغارات على إيران

أدانت دول مجموعة “البريكس“، خلال قمتها المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى جانب الغارات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع في إيران، معتبرةً أنها تمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.وجاء في البيان الختامي للقمة، التي انطلقت الأحد وتستمر ليومين، أن المجموعة “تدين أي أعمال تنتهك السيادة الوطنية لدول الأعضاء”، في إشارة ضمنية للهجمات على إيران، العضو الجديد في التحالف.ورغم أن البيان لم يُسمّ صراحة إسرائيل أو الولايات المتحدة في فقرة الهجمات على إيران، إلا أن توقيته وتصريحات بعض القادة على هامش الاجتماع أكدت توجهًا موحدًا في رفض التصعيد العسكري ضد دول أعضاء في المجموعة.

موقف قوي تجاه غزة: دعوة لوقف إطلاق النار وانسحاب كامل

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أعرب قادة البريكس عن “قلق عميق إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة”، وأدانوا بشدة استخدام “التجويع كسلاح حرب”، واصفين ذلك بأنه خرق للقانون الإنساني الدولي.ودعا البيان إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما طالب بمنح دولة فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، دعمًا لحقوقها السياسية والقانونية على الساحة الدولية.

توسّع المجموعة وغيابات لافتة

تضم مجموعة “البريكس” في تشكيلتها الأساسية كلاً من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا. وخلال الأعوام الأخيرة، توسّعت لتشمل دولًا جديدة، منها إيران، ومصر، والإمارات، وإثيوبيا، على أن تنضم إندونيسيا رسميًا في يناير 2025.وفي سابقة لافتة، غاب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن القمة، حيث مثّله رئيس الوزراء لي تشيانغ. كما لم يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظرًا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، والتي تُلزم البرازيل – بصفتها موقعة على نظام روما الأساسي – باعتقاله حال دخوله أراضيها.

تحالف لموازنة النظام الدولي

تهدف مجموعة البريكس إلى تعزيز تمثيل دول الجنوب العالمي في النظام الدولي، عبر الدفع بإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، وضمان توزيع أكثر عدالة للسلطة الاقتصادية والسياسية في العالم.ويؤكد البيان الختامي أن “بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام القانون الدولي، وعدم التدخل في شؤون الدول، وإنهاء الحروب والنزاعات المسلحة”.