عملية “الراية السوداء”: إسرائيل تبدأ مواجهات جديدة ضد الحوثيين في اليمن

أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فجر الإثنين، إطلاق عملية عسكرية جديدة ضد جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، أطلق عليها اسم “الراية السوداء”، في إطار التصعيد المتواصل بين الجانبين على خلفية الهجمات التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر.وقال كاتس في تصريحات نقلتها القناة 12 العبرية: “سلاح الجو الإسرائيلي يشنّ الآن عملية (الراية السوداء) لمعاقبة الحوثيين”، مؤكداً أن الضربات الجوية استهدفت مواقع حيوية تابعة للجماعة في موانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى، بالإضافة إلى محطة كهرباء رأس كثيب غرب اليمن.
استهداف السفينة “جالاكسي ليدر”
وأشار كاتس إلى أن العملية شملت أيضاً هجوماً جوياً على السفينة “جالاكسي ليدر”، التي اختطفتها جماعة الحوثي قبل نحو عامين، وتستخدمها – بحسب وصفه – في “أنشطة إرهابية تهدد الملاحة في البحر الأحمر”.وأكد الوزير الإسرائيلي أن “الحوثيين سيدفعون ثمناً باهظاً”، مضيفاً: “كما حذرتُ سابقاً، فإن قانون اليمن هو نفسه قانون طهران”، في إشارة إلى اتهام إسرائيل لإيران بدعم جماعة الحوثي بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.
تصعيد مستمر في البحر الأحمر
وتأتي هذه العملية العسكرية في سياق تصعيد متواصل منذ أواخر 2023، حين بدأت جماعة الحوثي باستهداف سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، قائلة إن ذلك يأتي دعماً للقضية الفلسطينية والرد على الحرب الإسرائيلية في غزة.وردّت إسرائيل بعدة ضربات، بعضها مباشر على الأراضي اليمنية، وأخرى من خلال اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة باستخدام منظومات “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”حيتس”.
تحذيرات مسبقة وضغط دولي
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر، قبيل تنفيذ العملية، تحذيرات رسمية دعا فيها إلى إخلاء موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، مطالباً السفن والعاملين المدنيين بالمغادرة الفورية حرصاً على سلامتهم.من جانبها، أكدت وسائل إعلام تابعة للحوثيين تعرض الحديدة لسلسلة غارات مكثفة، وسط أنباء عن دوي انفجارات قوية في محيط الميناء.
احتمالات التصعيد الإقليمي
ويرى مراقبون أن عملية “الراية السوداء” قد تفتح الباب أمام تصعيد أوسع في المنطقة، خصوصاً مع دخول اليمن بشكل مباشر في المواجهة العسكرية مع إسرائيل، في مشهد يعكس تعقيدات جيوسياسية متزايدة في الشرق الأوسط.