فجوة متزايدة تعيق محادثات الاتفاق النووي الإيراني قبل اجتماع ترمب ونتنياهو

بين تصعيد التهديدات وانهيار الثقة، تتدحرج مفاوضات البرنامج النووي الإيراني نحو المجهول، بينما يسابق القادة الزمن لتفادي انفجار إقليمي جديد. عشية لقاء حاسم يجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ترتفع حدة التوترات، وتتعاظم الفجوة بين طهران وواشنطن، وسط صمت إيراني رسمي يوازيه قلق أوروبي متزايد من سباق نووي يلوح في الأفق.
ترامب: لن أسمح باستئناف البرنامج النووي
وفي تصريحات أدلى بها خلال تجمع انتخابي، قال ترمب إن “البرنامج النووي الإيراني تعرض لانتكاسة دائمة”، لكنه أشار إلى أن الإيرانيين “قد يحاولون استئناف المشروع من موقع مختلف”، مؤكدًا: “لن أسمح بذلك”.وأضاف الرئيس الأمريكي أن طهران “ترغب في التحدث”، في إشارة إلى إمكانية استئناف الاتصالات غير المباشرة، رغم تأكيدات إيرانية تنفي ذلك.
طهران تنفي وتتمسك بالتصعيد
في المقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ما تردد عن وجود محادثات مع الجانب الأمريكي، مؤكدًا في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أن “لا أساس لتلك المزاعم”، في حين تتمسك طهران بمواقفها السابقة التي تشترط رفع العقوبات الأميركية كشرط مسبق لأي تفاوض جديد.
القلق الأوروبي: سلاح نووي محتمل
وفي سياق متصل، أعرب مسؤولون أوروبيون عن قلقهم من أن يؤدي التصعيد العسكري الأمريكي، أو الغموض السياسي بشأن الاتفاق النووي، إلى دفع إيران نحو تطوير سلاح نووي سريًا. وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إن “الإيرانيين قد يعتبرون أن امتلاك القدرة النووية هو الوسيلة الأنجح للردع”، محذرًا من أن الاتفاق النووي بات في خطر حقيقي.
صفقة محتملة؟
رغم هذا التصعيد، لا يستبعد بعض المراقبين أن يقوم الرئيس ترامب بتغيير نهجه في أي لحظة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأشار أحد المسؤولين الأوروبيين إلى أن “ترمب يهوى إبرام الصفقات، وقد يسعى إلى اتفاق نووي جديد بشروط أميركية، يقدمه كورقة سياسية قبل الانتخابات”.وكان الاتفاق النووي الإيراني قد وُقّع عام 2015 بين إيران والدول الخمس الكبرى إضافة إلى ألمانيا، قبل أن تنسحب واشنطن منه في عهد ترمب عام 2018، وتفرض عقوبات مشددة على طهران، ما دفعها إلى تقليص التزاماتها تدريجيًا.وتحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة، ما يعزز المخاوف من سعيها لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن برنامجها لأغراض سلمية.