تويوتا تطلق محرك بنزين بقوة 600 حصان بعد توقف إنتاج سيارتها الكهربائية

ِدخلت تويوتا مرحلة جديدة من تطوير محركات الاحتراق الداخلي، رغم تصاعد الضغوط العالمية للتحول إلى الكهرباء. فقد مر أكثر من عام على إعلانها عن عائلة جديدة من المحركات رباعية الأسطوانات، والآن بدأت ملامح هذه المحركات تتضح، لتكشف عن طموحات لا تقل عن أداء مذهل واستدامة محسنة.
محركات صغيرة بقوة هائلة
المحركات الجديدة، بسعة 1.5 و2.0 لتر، تأتي أخف وزنًا وأكثر كفاءة من سابقاتها، دون التضحية بالقوة. المحرك الأكبر، الذي يحمل اسم “G20E”، سيكون متاحًا بنسخة توربينية بتصميم من قسم Gazoo Racing، وقد زود شقيقه الاختباري في سيارة GR Yaris M بمحرك وسطي مع شاحن توربيني من نوع IHI، ليولد قوة تتراوح بين 400 و450 حصانًا.لكن طموح تويوتا لا يتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت مصادر هندسية للمجلة الألمانية أوتو موتور أوند سبورت أن استخدام شاحن توربيني أكبر قد يرفع القوة بسهولة إلى أكثر من 600 حصان. وهذا سيجعل من “G20E” أقوى محرك رباعي الأسطوانات في العالم من حيث الإنتاج التجاري، متفوقًا على محرك مرسيدس-AMG M139l.رغم هذه الإمكانات، قد تُجبر القوانين البيئية الصارمة تويوتا على خفض قوة المحرك عند الإنتاج التجاري. ومع ذلك، حتى النسخ المحدودة التي تبدأ قوتها من 400 حصان تعتبر إنجازًا مذهلًا، خصوصًا إذا استُخدمت في سيارات سباق أو طرازات أداء عالية.المثير في هذه المحركات أنها صممت لتكون مرنة للغاية: يمكن تركيبها طوليًا أو عرضيًا، في الأمام أو الخلف، مما يجعلها مثالية لطيف واسع من سيارات الأداء القادمة من تويوتا، وتحديدًا من قسم Gazoo Racing.وهناك تلميحات قوية إلى أن المحرك الجديد قد يشغّل الجيل التالي من GR86، أو ربما نسخة مستقبلية من سوبرا، أو حتى إعادة إحياء لطرازي MR2 وسيليكا. وقد ظهرت بالفعل سيارة اختبارية من لكزس IS تُجرب أحد هذه المحركات، ما يشير إلى نية تويوتا استخدامه في طرازات فاخرة كذلك.
شراكة يابانية لإحياء محركات البنزين
مشروع المحركات الجديدة جزء من تحالف ياباني ثلاثي يجمع تويوتا، سوبارو، ومازدا، بهدف إطالة عمر محركات الاحتراق عبر التركيز على كفاءة أكبر واستخدام وقود بديل منخفض أو محايد الكربون، مثل الهيدروجين السائل والوقود الحيوي والاصطناعي. تعمل مازدا على تطوير محركات دوارة هجينة، فيما تواصل سوبارو تحسين أداء محركها بوكسر.بحسب تصريحات تاكاشي أويهارا، رئيس قسم المحركات في تويوتا، فإن G20E ليس مجرد محرك قوي، بل مشروع طموح يُعيد الروح إلى تجربة القيادة التقليدية في عصر التحول الرقمي. إنه وعد موجه إلى عشاق السيارات الذين لا يزالون يرغبون في الشعور بارتباط مباشر بالمحرك تحت أقدامهم، مع عدم تجاهل متطلبات البيئة.