قرار أمريكي بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا يثير جدلاً واسعاً وانقسامات عميقة

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والعسكرية الأمريكية والأوروبية، قرر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث تعليق شحنة مساعدات عسكرية متفق عليها مع أوكرانيا. يأتي هذا القرار رغم استمرار الحرب المستعرة بين كييف وموسكو، حيث كان من المتوقع إرسال دفعة من صواريخ الدفاع الجوي وذخائر دقيقة لمساعدة القوات الأوكرانية في التصدي للهجمات الروسية.
مخاوف “لا أساس لها” تبرر التعليق
وكشفت شبكة “إن بي سي” الإخبارية أن القرار اتخذه هيغسيث بمفرده، مستندًا إلى مخاوف من نفاد مخزون الأسلحة الأمريكية . وعلى الرغم من ذلك، نفى مسؤولون عسكريون وجود أي نقص حقيقي في ذخائر الجيش الأمريكي، مؤكدين أن القوات المسلحة تمتلك القدرات الكافية لتنفيذ مهامها في مختلف أنحاء العالم.وأوضح المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل أن هذه المراجعة تُجرى لضمان توافق الدعم العسكري مع الأولويات الدفاعية الأمريكية، مضيفًا أن الجيش يملك كل ما يحتاجه لأداء مهامه في الوقت الراهن. بينما شدد البيت الأبيض على أن القرار اتخذ “لوضع مصالح أميركا في المقام الأول” بعد مراجعة شاملة للدعم العسكري المقدم للدول الأخرى حول العالم.
ردود فعل متباينة من الكونجرس والمجتمع الدولي
تفاجأ أعضاء الكونجرس بهذا القرار، خاصة الديمقراطيون الذين رفضوا التبريرات المتعلقة بنفاد المخزون، مؤكدين أن الأرقام تشير إلى توفر كافٍ من الأسلحة. وقال آدم سميث، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: “لم نصل إلى أدنى مستوى من مخزون الأسلحة مقارنة بما كان عليه الوضع خلال السنوات الماضية من الصراع في أوكرانيا.”وتزامن هذا التعليق مع تحذيرات من أن تعليق الإمدادات العسكرية قد يضر بالجهود الأوكرانية في صد الهجمات المتصاعدة، ما قد يؤثر على الاستقرار الأمني في المنطقة.
تأجيل صواريخ باتريوت وأنظمة دفاعية حيوية
تشمل المساعدات العسكرية المؤجلة عشرات صواريخ “باتريوت” الاعتراضية التي تمثل عمودًا فقريًا للدفاع ضد الهجمات الصاروخية الروسية، بالإضافة إلى مدافع “هاوتزر” وأنظمة صاروخية دقيقة كانت ستساهم في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا.وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه أوكرانيا تصاعدًا في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تستهدف مدنها ومناطقها الحيوية، مما يجعل الحاجة لهذه الأسلحة أكثر إلحاحًا.
الأثر على أوكرانيا: قلق وتوتر متزايد
أعربت كييف عن قلقها العميق من هذا التعليق، حيث يرى المسؤولون الأوكرانيون أن التأخير في وصول الدعم العسكري يُعرضهم لخطر أكبر في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة. وأكد فيدير فينيسلافسكي، عضو لجنة الدفاع في البرلمان الأوكراني، أن القرار “مؤلم للغاية ويأتي في وقت تتعرض فيه البلاد لهجمات إرهابية متزايدة”.وفي ظل هذه التطورات، تتزايد الضغوط الدولية على الولايات المتحدة لتعويض أوكرانيا بالمعدات الضرورية في أسرع وقت ممكن، للحفاظ على قدرتها الدفاعية في وجه العدوان الروسي.
غياب تعليق رسمي وبقاء الملف محل متابعة
حتى الآن، لم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية تعليقًا رسميًا مباشرًا على قرار تعليق المساعدات العسكرية، وسط ترقب واسع من الأوساط السياسية والإعلامية. وتبقى قضية دعم أوكرانيا بالأسلحة الدقيقة قضية حساسة تتداخل فيها المصالح السياسية مع التحديات الأمنية على الأرض.مع استمرار الحرب وتأزم الوضع الميداني، يظل القرار الأميركي محل جدل حاد، بين من يرى فيه خطوة ضرورية للحفاظ على المخزون العسكري الوطني، ومن يعتبره عقبة أمام استقرار المنطقة ودعم الحليف الأوكراني في مواجهة العدوان.