بعد 4 سنوات من القيود، روسيا تدخل سوق القمح العالمي مجددًا دون رسوم.

في خطوة استراتيجية تهدف إلى استعادة الحصة السوقية وتعزيز صادراتها الزراعية، أعلنت وزارة الزراعة الروسية عن إلغاء ضريبة تصدير القمح بالكامل اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل، 9 يوليو 2025، ويُعد هذا القرار تحولاً كبيراً في سياسة روسيا التجارية، التي تُعد أكبر مصدر للقمح في العالم.
إلغاء الضريبة للمرة الأولى منذ 2021
يُعد هذا القرار هو الأول من نوعه منذ فرض الضريبة على صادرات القمح الروسية عام 2021، حين تم تطبيقها بهدف حماية السوق المحلية من تقلبات الأسعار الحادة والحد من تدفق الصادرات.ووفقًا لما ذكرته وكالة “بلومبرج” الأمريكية، تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة جديدة تسعى من خلالها الحكومة الروسية إلى تعزيز وجودها في السوق العالمية.
وفي ذات السياق، أعلنت الوزارة عن تحديد السعر الاسترشادي للقمح عند 228.7 دولار للطن يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى تحديد معدل الضريبة عند صفر للمرة الأولى.الجدير بالذكر أن الضريبة قد بلغت ذروتها في يناير 2025 عند 4699.6 روبل أي ما يعادل 59.87 دولار للطن.
تحوّل استراتيجي في إدارة الصادرات
وفي سياق متصل، يعكس هذا القرار تحوّلًا استراتيجيًا في تعامل روسيا مع ملف صادرات القمح، في وقت تشهد فيه حصتها في السوق تراجعًا، إذ من المتوقع أن تنخفض صادرات القمح الروسية إلى 10.6 مليون طن خلال موسم 2024–2025.ويأتي ذلك وسط تحديات في الإنتاج الزراعي وتغيرات في ديناميكيات العرض والطلب العالمية.

كما تهدف روسيا من خلال إلغاء الضريبة إلى تحسين قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية، خاصة في ظل ارتفاع المنافسة من دول مثل أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي، ووسط طلب متزايد من دول مستوردة تعتمد بشكل كبير على القمح الروسي.