أوروبا في حالة تصاعد.. هل ستتحمل القارة القديمة تكلفة التلوث والنزاعات؟

تشهد دول أوروبا في هذه الأيام موجة حر غير مسبوقة، ضربت جنوب ووسط القارة بدرجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية في دول مثل إنجلترا، إسبانيا، البرتغال، ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، ما أثار مخاوف صحية وبيئية، فضلًا عن تسجيل وفيات وحوادث حرائق غابات واسعة في كاتالونيا والبرتغال، مع فرض القيود في فرنسا.وجاءت تصريحات المتحدثة باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة، كلير نوليس، بأن يوليو يُعد الشهر الأكثر حرا في العالم في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ومن المتوقع أن يواجه المواطنون موجات حر غير مسبوقة بسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.وهنا يتزايد التساؤل، هل أصبحت الظواهر المناخية المتطرفة نتيجة مباشرة لأنشطة البشر، من تلوث بيئي، وصراعات عسكرية لا تهدأ؟
موجة الحر الحالية في أوروبا
موجة الحر الحالية في أوروبا لا تبدو حدثًا عابرًا، بل مؤشرًا خطيرًا على تسارع التغير المناخي، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وتدهور البيئة. ومع استمرار الحروب والنزاعات، تتضاعف الانبعاثات الناتجة عن العمليات العسكرية، واستهلاك الوقود، وتدمير البنية التحتية، ما يضيف عبئًا كبيرًا على الغلاف الجوي.وفي هذا السياق، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن هذه الظواهر ستصبح أكثر تواتراً وحدّة بفعل التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، ما يستدعي التأهب.مؤكدة أن الحروب تزيد من التلوث الكربوني عبر تفجيرات الأسلحة الثقيلة، وحرق المباني، وتعطيل خطوط الكهرباء والمصانع.إلى جانب الإهمال البيئي المتعمد من بعض الدول في خضم الصراعات، مثل حرق الغابات أو استهداف البنية البيئية، يؤدي لتدمير الحواجز الطبيعية التي كانت توازن المناخ.وتشير النماذج المناخية إلى أن أوروبا أصبحت من أكثر مناطق العالم تأثرًا بارتفاع درجات الحرارة، خاصة المدن الكبرى والجنوب المتوسطي، ما يهدد الزراعة، والسياحة، وصحة السكان. ويتوقع الخبراء أن تكرار مثل هذه الموجات سيزداد مستقبلاً إن لم تُتخذ إجراءات صارمة للحد من الانبعاثات والتدخلات العسكرية التي تدمر النظم البيئية.