ترامب: بايدن أضعف أمريكا بأسلحتها لتمويل الحرب الفاشلة في أوكرانيا

في تصريحات مثيرة أدلى بها قبل مغادرته إلى ولاية أيوا، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة إلى إدارة سلفه جو بايدن، متهماً إياها بـ”إفراغ البلاد من أسلحتها” عبر الدعم العسكري غير المحدود لأوكرانيا، في وقت تتصاعد فيه الهجمات الروسية على كييف.وقال ترامب: “لقد قدمنا الكثير من الأسلحة، وأفرغ بايدن بلادنا بالكامل من قدراتها الدفاعية. علينا أن نضمن أولاً أن لدينا ما يكفي لحماية أنفسنا”.وجاءت تصريحاته في أعقاب تقارير عن وقف مفاجئ لبعض الشحنات العسكرية إلى أوكرانيا، من بينها صواريخ دفاع جوي ومدفعية دقيقة التوجيه، مما أثار تساؤلات حول التوجه الجديد في السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية.
بين التوازن والدعم: لا قطع للمساعدات… ولكن
ورغم الانتقادات، أوضح ترامب أنه لا يسعى إلى قطع الدعم العسكري عن أوكرانيا بشكل كامل، بل إلى “مراجعته وتحديد أولوياته”. وقال: “نحن نعمل معهم ونحاول مساعدتهم. لكن يجب أن يكون هناك توازن واضح بين دعم الحلفاء وتأمين الدفاع الوطني الأمريكي “.
مكالمة مطولة مع بوتين: لا تقدم في إيقاف الحرب
وفي تطوّر لافت، كشف ترامب عن إجرائه مكالمة هاتفية مطوّلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، استمرت لفترة طويلة، لكنها “لم تُحرز أي تقدم يُذكر” في مسار إنهاء الحرب.وقال ترامب: “كانت محادثة طويلة جداً مع بوتين. حاولنا الدفع نحو وقف القتال، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة”. وأضاف: “نحن بحاجة إلى حلول حقيقية تنهي هذه الحرب بسرعة. لقد وعدت بإنهائها، وسأفعل ما بوسعي لتحقيق ذلك”.من جانبها، وصفت موسكو المكالمة بأنها “صريحة وبنّاءة”. ووفقاً لمستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، تناول الزعيمان عدة ملفات إقليمية، من بينها الوضع في إيران والشرق الأوسط، وأكدا ضرورة حل النزاعات عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية فقط.
تعاون اقتصادي بين موسكو وواشنطن: الطاقة والفضاء في الواجهة
وتطرقت المحادثات أيضاً إلى مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث ناقش ترامب وبوتين مشاريع مشتركة في مجالي الطاقة والفضاء. وقال أوشاكوف إن الطرفين “أبديا اهتماماً بمبادرات تخدم مصالح موسكو وواشنطن على حد سواء”، في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متزايدة.
ترقب لمكالمة ترامب-زيلينسكي: مستقبل الدعم العسكري على الطاولة
وفي تطوّر متصل، كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن الرئيس ترامب من المتوقع أن يُجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة، لمناقشة قرار وقف بعض شحنات الأسلحة، وإعادة النظر في دعم كييف خلال المرحلة المقبلة.وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن زيلينسكي سيطرح أيضاً مسألة مبيعات الأسلحة المستقبلية، في ظل تصاعد الهجمات الروسية والضغوط على القوات الأوكرانية.
رسائل سياسية مزدوجة: الحسم والتوازن
كلمة ترامب تميزت بنبرة حازمة حملت رسالة مزدوجة؛ أولها أن الولايات المتحدة لن تُغرق نفسها في دعم لا نهائي يرهق مخزونها العسكري، والثانية أنها لا تتخلى عن حلفائها لكنها تعيد تقييم أولوياتها على قاعدة “أميركا أولاً”.
نحو سياسة خارجية أكثر صرامة وحساباً
وبينما تبقى أوكرانيا محور نزاع دولي حاد، يبدو أن إدارة ترامب تعيد رسم معالم تدخلها الخارجي بواقعية عسكرية واقتصادية، تسعى لحماية الأمن القومي الأمريكي دون أن تنكر التزاماتها العالمية.
وفي وقت تتسارع فيه الأحداث، تتجه الأنظار إلى مكالمته المرتقبة مع زيلينسكي، وما قد تحمله من مؤشرات على مستقبل الدعم الأميركي لكييف، وحجم التغيير في نهج واشنطن تجاه موسكو.