الأمن السوري يعتقل ‘ذراع صيدنايا’ بعد متابعة زوجته من قلب الظل

في تطور أمني لافت، أعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس الثلاثاء، عن اعتقال أحد كبار ضباط النظام السوري، العقيد الركن ثائر حسين، والذي شغل منصب معاون مدير سجن صيدنايا العسكري، أحد أكثر السجون شهرة في البلاد بسبب ما يُنسب إليه من انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإنسانية.وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن فرع الأمن الداخلي في محافظة طرطوس نجح، بعد عملية أمنية دقيقة، في إلقاء القبض على حسين أثناء اختبائه في منطقة نائية بريف المحافظة، وذلك عقب رصد تحركات زوجته وتتبعها للوصول إلى موقعه.
نجحت قيادة الأمن الداخلي في محافظة طرطوس بعد عملية أمنية نوعية ودقيقة من إلقاء القبض على العقيد الركن ثائر حسين أحد معاوني مدير سجن صيدنايا وذلك اثناء اختبائه في إحدى المناطق النائية بريف طرطوس وقد جرى تحويله إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه pic.twitter.com/drUuqoOBv2— وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) July 1, 2025
عملية تعقب عبر “زوجته”
وأكد الضابط في الأمن الداخلي بطرطوس، العقيد محمود العثمان، أن العملية تمت بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة حول وجود العقيد المتواري. وأضاف: “عقب التحريات والمتابعة، تم رصد تحركات زوجته، والتي قادتنا إلى مكان اختبائه. وبعد نحو 10 أيام من الرصد والعمليات الميدانية، حصلنا على إذن رسمي من النيابة العامة، وتم تنفيذ الاعتقال”.وأوضح العثمان أن حسين تم نقله إلى الجهات المختصة، حيث يخضع للتحقيق، وسط توقعات بكشف معلومات حساسة تتعلق بملف سجن صيدنايا، الذي ارتبط اسمه لعقود بانتهاكات حقوقية جسيمة، من بينها التعذيب، والإعدامات، والقتل تحت التعذيب.
كيف ألقت وزارة الداخلية القبض على العقيد الركن ثائر حسين أحد معاوني مدير سجن صيدنايا؟
تقديم: حسام الجمّال#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/kktywwvIwA— تلفزيون سوريا (@syr_television) July 1, 2025
الاعترافات الأولية: من الشرطة العسكرية إلى صيدنايا
وكشفت التحقيقات الأولية، بحسب وزارة الداخلية، أن حسين شغل سابقاً منصب رئيس قسم الانضباط في الشرطة العسكرية بحمص، وكان مسؤولاً عن الدوريات الأمنية بين عامي 2012 و2019، وهي الفترة التي شهدت فيها البلاد موجة غير مسبوقة من الاعتقالات السياسية والاختفاء القسري.وبحسب اعترافاته، تمت ترقية حسين إلى رتبة عميد ركن عام 2019، وتم تعيينه معاونًا لمدير سجن صيدنايا حتى “سقوط النظام”، بحسب ما ورد في البيان، في إشارة قد تعكس تطورًا في وضع السلطة الأمنية بعد الضغوط الدولية، أو قد تكون تعبيرًا سياسياً يحمل دلالات معينة.ووفق التحقيق، أقرّ حسين بتوقيعه على سجلات المعتقلين في صيدنايا، وتورطه في متابعة عمليات الاحتجاز والتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وهو ما يضعه في صلب الاتهامات التي وُجهت إلى إدارة السجن، والتي تشمل التعذيب المنهجي، وجرائم القتل الجماعي.
صيدنايا.. رمز الرعب
يُعد سجن صيدنايا أحد أكثر المواقع الأمنية سرية ورهبة في سوريا. ووفق تقارير صادرة عن منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل “أمنستي” و”هيومن رايتس ووتش”، فإن آلاف السجناء السياسيين قضوا داخله، نتيجة الإعدامات الميدانية، والتعذيب الوحشي، وظروف الاحتجاز القاسية.وتعد هذه العملية، إذا ثبتت نتائجها وتفاصيلها، من أبرز عمليات الاعتقال التي تنفذها السلطات السورية ضد شخصية رفيعة داخل جهازها الأمني، خاصة في ظل استمرار اتهامات المجتمع الدولي للنظام السوري باستخدام سجن صيدنايا أداةً للقمع والإبادة الصامتة.