إيلون ماسك يلوح بإطلاق “الحزب الأمريكي”: تهديد محتمل للحزبين الرئيسيين

إيلون ماسك يلوح بإطلاق “الحزب الأمريكي”: تهديد محتمل للحزبين الرئيسيين

في خطوة سياسية لافتة قد تعيد رسم المشهد الحزبي في الولايات المتحدة، لوّح الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك بإطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم “الحزب الأمريكي”، في حال إقرار ما وصفه بـ”مشروع قانون الإنفاق المجنون”، الذي يُناقَش حاليًا في الكونجرس الأمريكي.

ماسك: “الحزب الموحد” يهيمن على الساحة

وكتب ماسك، في منشور مثير على حسابه بمنصة “إكس”، قائلاً: “إذا تم تمرير مشروع قانون الإنفاق المجنون هذا، فسيتم تأسيس الحزب الأمريكي في اليوم التالي. بلدنا بحاجة إلى بديل للحزب الموحد من الديمقراطيين والجمهوريين، حتى يكون للناس صوت حقيقي”.

وفي تغريدة لاحقة، أضاف ماسك: “هم فقط يتظاهرون بأنهم حزبان. في الواقع، هناك حزب موحد واحد فقط”.تصريحات ماسك تعكس تزايد الاستقطاب السياسي في البلاد، كما تسلّط الضوء على حجم الاستياء الشعبي المتصاعد من الحزبين التقليديين — الجمهوري والديمقراطي — في ضوء أزمة الإنفاق المتفجرة والانقسام العميق حول أولويات السياسة العامة.

رسالة إلى واشنطن: الشعب يبحث عن صوت بديل

تحمل تصريحات ماسك، الذي يُعد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم التكنولوجيا والسياسة على حد سواء، رسالة واضحة إلى النخبة السياسية في واشنطن، بأن “احتكار القرار من قبل حزبين فقط لم يعد مقبولًا لدى شريحة واسعة من الأميركيين”، لا سيما في ظل تصاعد عجز الميزانية واحتدام الجدل حول الدعم العسكري والإنفاق الحكومي.ويأتي هذا التهديد في وقت بالغ الحساسية، إذ تستعد البلاد لانتخابات رئاسية حاسمة في 2026، وسط حالة من الاستقطاب السياسي العنيف وتراجع ثقة الجمهور في المؤسسات التقليدية.

ماسك والعلاقة المعقدة مع ترامب

ورغم أن ماسك كان يُصنَّف سابقًا كأحد أبرز حلفاء الرئيس دونالد ترامب، فإن تصريحاته الأخيرة تشير إلى ابتعاد تدريجي عن الاصطفاف مع أي من الحزبين، وهو ما قد يُحدث شرخًا داخل التيار اليميني في حال قرر المضي قدمًا في تأسيس حزب ثالث.ويُذكر أن ماسك يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة على منصاته الرقمية، كما يتمتع بتأثير اقتصادي وسياسي هائل بفضل قيادته شركات عملاقة مثل تسلا وسبيس إكس، ما يجعل دخوله إلى الحقل الحزبي بمثابة عامل اضطراب كبير في النظام السياسي الأميركي.

هل ينجح “الحزب الأمريكي”؟

تاريخيًا، لم تنجح الأحزاب الثالثة في الولايات المتحدة في اختراق النظام الانتخابي، الذي يُصمم عمليًا ليخدم الحزبين التقليديين. لكن وجود شخصية بحجم وتأثير ماسك، وقدرته على تأمين التمويل والدعاية، قد يجعل “الحزب الأميركي” تجربة مختلفة جذريًا.في ظل الانقسام الداخلي، والانكفاء الشعبي عن النخبة السياسية، فإن مشروع ماسك قد يلقى ترحيبًا واسعًا من الأميركيين الباحثين عن بديل، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام فصل جديد من الفوضى السياسية في أكبر ديمقراطية في العالم.