التطبيع ومكافحة الإرهاب: واشنطن توضح شروط مساعدتها لسوريا بعد رفع العقوبات

أعلن البيت الأبيض، يوم الاثنين، أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لسوريا بشكل مشروط، مشددًا على أن هذا الدعم مرتبط بمدى تقدم الحكومة السورية في ملفات أساسية، على رأسها التطبيع مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب، بما يضمن حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
متحدثة باسم البيت الأبيض: نراقب التزامات دمشق في التطبيع ومكافحة التطرف
وأكدت متحدثة باسم البيت الأبيض أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها دمشق “تعكس بوادر إيجابية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا”، لكن شددت على أن الولايات المتحدة ستقيّم المسار السوري بناء على تنفيذ التزامات ملموسة، خصوصًا فيما يتعلق:بالتقارب الدبلوماسي مع إسرائيلالتعامل مع ملف الإرهابيين الأجانبحظر الجماعات الفلسطينية المصنفة إرهابيةدعم جهود التحالف الدولي في منع عودة تنظيم داعش
ترامب: نريد لسوريا أن تنجح لكن دون الإضرار بالمصالح الأمريكية
قالت المتحدثة إن الرئيس دونالد ترامب “يريد لسوريا أن تنجح”، لكنه لن يسمح بأن يتم ذلك “على حساب المصالح الأمريكية أو أمن شركائنا في المنطقة”، في إشارة واضحة إلى شروط صارمة تسبق أي انخراط أمريكي أوسع في دعم الحكومة السورية.
دعم جهود مكافحة داعش وتسليم مراكز الاحتجاز
وأضافت المتحدثة أن من بين أولويات الإدارة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة، التأكد من أن سوريا تتعاون بفعالية مع التحالف الدولي في منع عودة نشاط تنظيم داعش، إضافة إلى تسليم مراكز احتجاز عناصر التنظيم بطريقة تضمن عدم عودتهم للقتال أو الفرار من السجون.
رفع العقوبات عن سوريا لأول مرة منذ 2004
وفي تحول تاريخي، أعلن الرئيس دونالد ترامب رسميًا يوم الاثنين رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، بعد أن وقّع أمرًا تنفيذيًا يُنهي “حالة الطوارئ الوطنية” المفروضة على دمشق منذ عام 2004، والتي كانت تُستخدم كإطار قانوني لفرض عقوبات شاملة على الدولة السورية ومؤسساتها، بما فيها البنك المركزي.ورحّبت الحكومة السورية بالخطوة، ووصفتها بـ”القرار التاريخي”، بينما تتطلع إسرائيل إلى فتح قنوات مباشرة مع دمشق في إطار التطورات الجارية نحو تطبيع محتمل للعلاقات بين الجانبين.
خطوة لإعادة دمج سوريا في الاقتصاد العالمي
يمهّد القرار الأمريكي برفع العقوبات الطريق أمام إعادة دمج سوريا في الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يُترجم إلى استثمارات، وتخفيف العزلة السياسية التي عانت منها البلاد طوال العقدين الماضيين.
وكان ترامب قد أعلن في مايو الماضي عن نيّته رفع معظم العقوبات، ضمن إطار استراتيجية جديدة للتعامل مع الملف السوري، تقوم على “الاحتواء من خلال التطبيع المشروط”.