الحارة تحرق أوروبا.. القارة القديمة تعاني من أقوى موجة حرارة منذ ستين عاماً
تشهد أوروبا موجة حر غير مسبوقة في صيف 2025، حيث بلغت درجات الحرارة في بعض الدول مثل إسبانيا 46 درجة مئوية، بل وكسرت ذلك الرقم في البعض الآخر، ما أدى إلى إغلاق مدارس ورفع حالة التأهب القصوى، وسط أعنف تغير للمناخ واضح وملموس تعيشه القارة العجوز.وبدأ الأوروبيون الاستعداد لأول موجة حر في صيف نصف الكرة الشمالي، في وقت يدفع تغيّر المناخ القارة الأسرع احترارًا في العالم إلى مستويات حرارة قياسية، وفق تحذيرات خبراء المناخ.
القارة العجوز تشهد أعنف موجة حارة منذ 60 عاما
وفي فرنسا وأجزاء أخرى من جنوب وشرق أوروبا، صدر عدد قياسي من تحذيرات الحرّ، حيث لا تزال البلاد، وأجزاء أخرى من جنوب وشرق أوروبا، تعاني من ارتفاع حادّ في درجات الحرارة.، بحسب تقرير نشرته BBC البريطانية.ويخضع حوالي 84 من أصل 96 منطقة في البر الرئيسي الفرنسي، حاليًا لحالة تأهب برتقالية، وهي ثاني أعلى درجة في البلاد. ووصفت وزيرة المناخ الفرنسية، أنييس بانييه-روناشيه، الوضع بأنه “غير مسبوق”.كما صدرت تحذيرات من الحرّ في أجزاء من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة ودول البلقان، بما في ذلك كرواتيا.وأشارت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية الإثنين، إلى أن آخر رقم قياسي تم تسجيله لشهر يونيو يعود إلى العام 1965 في إشبيلية، عندما بلغت الحرارة 45.2 درجة مئوية.
ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في أوروبا
شهدت كلٌّ من إسبانيا والبرتغال أعلى أيام شهر يونيو حرارةً على الإطلاق خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبلغت درجة الحرارة في إل جرانادو في الأندلس 46 درجة مئوية يوم السبت، بينما سُجِّلت 46.6 درجة مئوية في بلدة مورا في وسط البرتغال يوم الأحد.وأعلنت العديد من الدول عن استعداد خدمات الطوارئ الطبية، وتُحذِّر الناس من البقاء في منازلهم قدر الإمكان.ونتيجة لموجات الحرارة القياسية، أُغلقت ما يقرب من 200 مدرسة في جميع أنحاء فرنسا، جزئيًا أو كليًا، نتيجة موجة الحر التي ضربت أجزاءً من أوروبا لأكثر من أسبوع، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها منتصف الأسبوع.
إجراءات وقائية للحماية من ارتفاع الحرارة
صرحت وزيرة التعليم إليزابيث بورن بفرنسا، بأنها تعمل مع السلطات الإقليمية على إيجاد أفضل السبل لرعاية أطفال المدارس أو السماح للآباء القادرين بإبقاء أطفالهم في منازلهم.كما اندلعت عدة حرائق غابات في سلسلة جبال كوربيير الجنوبية يوم الأحد، مما أدى إلى عمليات إجلاء وإغلاق طريق سريع. وأفادت سلطات الإطفاء لوسائل الإعلام الفرنسية يوم الاثنين بأنه تم احتواء الحرائق منذ ذلك الحين.في الوقت نفسه، تُعلن 21 مدينة إيطالية حالة التأهب القصوى، بما في ذلك روما وميلانو والبندقية، بالإضافة إلى سردينيا.ووفق تصريحات نائب رئيس الجمعية الإيطالية لطب الطوارئ ماريو جوارينو، فإن أقسام الطوارئ في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد قد أبلغت عن زيادة بنسبة 10% في حالات ضربة الشمس.
قد تشهد أجزاء من المملكة المتحدة أحد أشد أيام شهر يونيو حرارةً على الإطلاق يوم الاثنين، مع احتمال وصول درجات الحرارة إلى 34 درجة مئوية أو أعلى في بعض أجزاء إنجلترا.كما لا تزال معظم أنحاء إسبانيا، التي من المتوقع أن تسجل أعلى درجات حرارة في يونيو على الإطلاق، تحت تحذيرات الحرارة.وينطبق الأمر نفسه على البرتغال، حيث توجد سبع مناطق، بما في ذلك العاصمة لشبونة، في أعلى درجات التأهب.في غضون ذلك، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية من أن درجات الحرارة قد تصل إلى ما يقرب من 38 درجة مئوية يومي الثلاثاء والأربعاء، مما قد يُحطم الأرقام القياسية.
حرائق تجتاح تركيا واليونان بسبب حرارة الصيف
تعاني دول البلقان وما حولها أيضًا من موجة حر شديدة، على الرغم من أن درجات الحرارة بدأت تنخفض قليلًا.في تركيا، يواصل رجال الإطفاء جهودهم لإخماد مئات حرائق الغابات التي اندلعت في الأيام الأخيرة.يؤجج حريق في منطقة سفري حصار، على بُعد 50 كيلومترًا جنوب غرب مدينة إزمير السياحية، حرائق غابات غزيرة، وقد دمر بالفعل حوالي 20 منزلًا، واضطر السكان إلى إخلاء بعض المناطق السكنية.
حرائق إزمير – تركيا – يونيو 2025كما اندلعت حرائق غابات في كرواتيا، حيث صدرت تحذيرات من ارتفاع شديد في درجات الحرارة في المناطق الساحلية.وفي اليونان، اقتربت درجات الحرارة من 40 درجة مئوية لعدة أيام، واندلعت النيران في البلدات الساحلية القريبة من العاصمة أثينا الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تدمير المنازل، مما أجبر السكان على الإخلاء.يوم الأربعاء، سجلت صربيا أعلى درجة حرارة لها منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، بينما سُجلت درجة حرارة قياسية بلغت 38.8 درجة مئوية في سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، يوم الخميس. في سلوفينيا، سُجِّلت أعلى درجة حرارة على الإطلاق في شهر يونيو يوم السبت، بحسب تقرير نشرته إذاعة BBC.
حرائق اليونان – يونيو2025بلغت درجة الحرارة في سكوبية، عاصمة مقدونيا الشمالية، 42 درجة مئوية يوم الجمعة، ومن المتوقع أن تستمر عند هذا الحد.في حين تُشكِّل موجة الحر مشكلة صحية محتملة، إلا أنها تؤثر أيضًا على المناخ. يُشجِّع ارتفاع درجات الحرارة في البحر الأدرياتيكي الأنواع الغازية، مثل سمكة الأسد السامة، ويُسبِّب أيضًا ضغطًا إضافيًا على الأنهار الجليدية في جبال الألب التي تتقلص بالفعل بمعدلات قياسية.في حين يصعب ربط كل ظاهرة من ظواهر الطقس المتطرفة بتغير المناخ، إلا أن موجات الحر أصبحت أكثر شيوعًا وشدة بسبب تغير المناخ.