إرث سياسي متواصل: إريك ترامب يشير إلى إمكانية توليه منصب والده في البيت الأبيض

في قلب المشهد السياسي الأمريكي المشتعل، حيث تتقاطع الطموحات العائلية مع مصير أمة بأكملها، يلوّح إريك ترامب، نجل الرئيس دونالد ترامب، بخطوة قد تغيّر قواعد اللعبة السياسية في الولايات المتحدة. في لحظة حاسمة يتهيأ فيها البلد لمعركة انتخابية قد تكون الأشرس في التاريخ الحديث، يبرز إريك من خلف ظلال والده، حاملاً معه إرثًا مثقلاً بالتحديات والفرص، ومستعدًا لفتح صفحة جديدة في قصة ترامب التي لم تنته بعد.في مقابلة حصرية مع صحيفة فاينانشال تايمز، كشف إريك، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة ترامب، عن نوايا قد تضعه على خط مواجهة مباشرة مع كبار قادة الحزب الجمهوري، وربما تضع عائلة ترامب على خارطة السياسة الأمريكية لعقود قادمة. “إذا قررت خوض هذا الطريق، سيكون الطريق إلى البيت الأبيض سهلاً،” قال إريك بلهجة تحمل مزيجًا من الثقة والتحدي، “لكن السؤال الحقيقي هو: هل أرغب في أن يعيش أطفالي نفس التجربة التي عشتها خلال العقد الماضي؟”
عودة العائلة إلى ساحة الصراع
يبدو أن العائلة التي سيطرت على المشهد السياسي لسنوات، لم تفرّغ جعبتها بعد. إريك ترامب، البالغ من العمر 41 عامًا، الذي ظل بعيدًا نسبيًا عن صخب السياسة مقارنة بأشقائه، أظهر وضوحًا غير مسبوق في الطموح السياسي، مؤكداً قدرته على الدخول بقوة إلى المعترك السياسي: “أنا وأفراد آخرون من عائلتنا قادرون على ذلك.”
هجوم على النخبة السياسية وثقة لا تلين
لم يخفِ إريك غضبه من واقع السياسة الأمريكية، منتقدًا النخبة السياسية ووصف نصف السياسيين على الساحة بـ”غير المرضيين”. وأكد ثقته بأنه يمتلك المقومات ليكون لاعبًا فاعلاً ومؤثرًا في السياسة الأمريكية: “أستطيع أن أؤدي المهمة بفعالية كبيرة.”
صراع الأجيال داخل الحزب الجمهوري
مع توقعات بوجود وجوه جديدة مثل جيه دي فانس وماركو روبيو في السباق الرئاسي المقبل، لم يحصر إريك المنافسة ضمن العائلة فقط، مشيرًا إلى وجود “أشخاص آخرين غيري” يمكنهم أن يتركوا بصمتهم في الحزب الجمهوري. وعندما سُئل إن كانت انتخابات 2024 ستكون النهاية السياسية لوالده، أجاب: “لا أعرف.. الوقت سيخبرنا.”
دفاع شرس عن إرث العائلة
وسط اتهامات بتضخم ثروة العائلة من خلال النفوذ السياسي، دافع إريك عن والده وأسرته بشدة، مؤكداً: “إذا كانت هناك عائلة لم تستفد ماليًا من السياسة، فهي عائلة ترامب.” وأوضح أن العائلة تحملت الكثير من الخسائر القانونية والشخصية، بالإضافة إلى أثقال الفرص الضائعة.
القرار الحاسم: هل يغامر إريك؟
بالرغم من اللهجة المتفائلة، ترك إريك الباب مفتوحًا أمام الشكوك، معلناً أن قرار دخوله السباق الرئاسي يتوقف على مدى استعداده لتحمل “وحشية هذا النظام” السياسية. لكن ما لا شك فيه أن تصريحات إريك تعني شيئًا واحدًا واضحًا: معركة البيت الأبيض المقبلة قد لا تنتهي بنهاية ولاية دونالد ترامب، بل قد تكون البداية لفصل جديد، حيث يتصارع أفراد العائلة من أجل استمرار الهيمنة على المشهد السياسي الأمريكي.