لقاحات تحت المجهر: هل تشكل مادة “ثيميروسال” خطرًا على صحة الأطفال والحوامل في الولايات المتحدة؟

في أول اجتماع لها بعد إعادة تشكيلها، صوتت لجنة اللقاحات الجديدة التابعة لوزارة الصحة الأمريكية لصالح التوقف عن التوصية بلقاحات الإنفلونزا التي تحتوي على مادة “ثيميروسال”، وهي مادة حافظة تحتوي على الزئبق لطالما أثارت الجدل في الأوساط الطبية وبين مناهضي اللقاحات.ويأتي ذلك القرار بعد أن قام وزير الصحة الجديد، روبرت كينيدي، باستبدال 17 عضوًا من اللجنة الاستشارية السابقة للقاحات بمراكز مكافحة الأمراض (CDC).وفي منشور له على منصة “إكس”، أعلن روبرت كينيدي7 أعضاء جدد، من بينهم شخصيات معروفة بتشكيكها في فعالية وسلامة اللقاحات، وذلك بدلاً من الأعضاء الذين تم استبدالهم.
ما هو “ثيميروسال”؟
ويعتبر “ثيميروسال” هو مركب يحتوي على إيثيل الزئبق، ويُستخدم كمادة حافظة في بعض اللقاحات – خصوصًا تلك التي تأتي في عبوات متعددة الجرعات – بهدف منع تلوثها بالبكتيريا أو الفطريات.ورغم احتوائه على الزئبق، إلا أن إيثيل الزئبق يختلف عن ميثيل الزئبق الموجود في الأسماك؛ حيث يتخلص منه الجسم بسرعة، مما يجعله أقل سمية بحسب الدراسات العلمية.ومنذ عام 2001، تمت إزالة هذه المادة من معظم اللقاحات، ولم تبقَ إلا في بعض لقاحات الإنفلونزا متعددة الجرعات، التي تشكّل أقل من 4% من إجمالي جرعات الإنفلونزا المتوفرة في الولايات المتحدة.
هل هناك خطر صحي مثبت؟
ومن جانبه، رغم الادعاءات المتكررة بشأن ارتباط “ثيميروسال” بالتوحد أو الأمراض المزمنة، فإن عدة دراسات علمية مستقلة نفت وجود أي علاقة بين هذه المادة والتوحد أو مضاعفات صحية خطيرة.ويُذكر أن إحدى مقالات روبرت كينيدي التي ربطت بين “ثيميروسال” والتوحد قد سُحبت من موقع Rolling Stone عام 2011 بسبب احتوائها على معلومات غير دقيقة.وبحسب المختصين، لن يؤثر القرار الجديد بشكل واسع على إمدادات اللقاحات، نظرًا لاعتماد النظام الصحي الأمريكي بالفعل على عبوات أحادية الجرعة الخالية من المواد الحافظة.لكن بعض الأطباء يحذرون من أن الاستغناء الكامل عن اللقاحات متعددة الجرعات قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف أو صعوبة توفير اللقاحات في المناطق النائية والريفية.