بالأرقام: ما هي دور مصر في تعزيز الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط؟

أظهرت مصر أداءً متقدماً في سباق الأمن الغذائي بالمنطقة، حيث أعلنت الحكومة خطة وطنية شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية بحلول 2030، رغم التحديات المتعلقة بارتفاع تكلفة الاستيراد وتقلبات سعر الصرف.
وتعمل مصر على زيادة احتياطي القمح ليكفي 6 أشهر، كما أصبحت قريبة من تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر بحلول عام 2026، بعد وصول نسبة المخزون إلى 81% حتى منتصف 2025، بحسب بيانات مجلس الوزراء.كما تُواصل مصر تنفيذ مشروع “مستقبل مصر للإنتاج الزراعي”، الذي يستهدف استصلاح أكثر من مليون فدان باستخدام تقنيات ري حديثة وزراعة محاصيل رئيسية مثل القمح والذرة والبقوليات. وقد زادت الاستثمارات العامة في القطاع الغذائي بمصر بنسبة 20% في موازنة العام الحالي، ما يعكس التزام الدولة بتحقيق أمن غذائي مستدام.
السعودية: الزراعة الذكية ومخزونات استراتيجية ضمن رؤية 2030
وضمن رؤية السعودية 2030، تُواصل المملكة تنفيذ مبادرة الأمن الغذائي التي تدعم الزراعة الذكية، وتوسيع إنتاج الحبوب والدواجن. وقد تجاوز الاكتفاء الذاتي من الدواجن 60% في 2025، مع تمويلات تتجاوز 4.5 مليار دولار لدعم هذا القطاع.كما تملك السعودية أحد أقوى نماذج الاستثمار الزراعي الخارجي من خلال شركة “سالك”، التي ضخت استثمارات ضخمة في أوكرانيا وكندا والبرازيل وأستراليا. وفي تطور كبير، استحوذت “سالك” على حصة 44.6% من شركة “أولام أغري” السنغافورية، بقيمة 1.78 مليار دولار.

الإمارات: التكنولوجيا والزراعة العمودية تقود مسار الأمن الغذائي حتى 2051
بدورها، ركزت الإمارات على التكنولوجيا الزراعية المتقدمة مثل الزراعة العمودية والبيوت المحمية، ضمن استراتيجية الأمن الغذائي التي تضم 38 مبادرة قصيرة وطويلة الأجل.وقد أنشأت الإمارات صناديق استثمارية لتمويل الابتكار الزراعي مثل “بيور هارفست”، وأبرمت شراكات إقليمية مع دول مثل مصر وناميبيا وفيتنام لضمان الإمدادات في الأزمات.وتخطط الدولة إلى رفع مساهمة قطاع الغذاء بـ10 مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي، وتطوير المخزون الغذائي الاستراتيجي خلال الطوارئ بموجب قانون 2020.

دول متأخرة في السباق.. اليمن والسودان والمغرب تعاني من هشاشة غذائية
في المقابل، تُعاني دول مثل اليمن والسودان وسوريا والمغرب من ضعف الأمن الغذائي بسبب الحروب، وانعدام الاستقرار السياسي، وندرة المياه، وغياب البنية التحتية. حيث يعتمد اليمن بشكل شبه كلي على المساعدات، في حين لم تستفد السودان من ثرواته الزراعية نتيجة الفوضى السياسية وسوء التخطيط.
شراكات إقليمية وخارجية تعزز أمن الغذاء العربي
تبرز مصر والسعودية والإمارات كنماذج عربية فعالة في تعزيز أمنها الغذائي عبر شراكات دولية، سواء مع المنظمات الأممية أو عبر الاستثمار في أراضٍ زراعية خارجية. وتسهم هذه السياسات في بناء نظم غذائية أكثر مرونة واستدامة، وسط تحديات تغيّر المناخ وشح الموارد.