منشأة نووية سرية تؤمن اليورانيوم الإيراني المخصب من الهجمات الأمريكية

منشأة نووية سرية تؤمن اليورانيوم الإيراني المخصب من الهجمات الأمريكية

تصاعدت المخاوف الأمريكية والإسرائيلية بشأن مصير كميات من اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب، التي يُعتقد أنها نُقلت وأُخفيت في موقع سري بعيدا عن أعين المراقبين، في خطوة تعكس تحركات استراتيجية تهدف إلى حماية البرنامج النووي الإيراني من الضربات الجوية المحتملة.

نشاط غير معتاد قبيل الضربات الأمريكية

قبل يوم واحد من الهجمات الجوية الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، كشفت صور الأقمار الصناعية عن نشاط غير اعتيادي لشاحنات تقترب من منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم، الواقعة تحت جبل وتعتبر من أكثر المواقع تحصينًا.
وقد أثارت هذه التحركات شكوكًا قوية لدى الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بشأن نقل كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب.

ضربة “بي-2” وقصف المنشآت النووية

استخدمت الولايات المتحدة قاذفات “بي-2” الشبح، وهي من أكبر قنابلها التقليدية، لاستهداف منشآت حيوية منها “فوردو” و”نطنز” ومفاعل أصفهان، في ضربة وصفها الرئيس دونالد ترامب بأنها “دمرت” البرنامج النووي الإيراني.
ورغم ذلك، لم يتم العثور على كافة المواد النووية، مما أثار تساؤلات حول مكان إخفاء الكميات المتبقية.

جبل الفأس: ملاذ اليورانيوم المفقود

بحسب تقارير صحيفة “التليجراف” البريطانية، يُعتقد أن اليورانيوم عالي التخصيب نُقل إلى موقع سري جديد يُعرف باسم “جبل الفأس”، الذي يبعد حوالي 145 كيلومترًا جنوب منشأة فوردو، وقريب من موقع نطنز في محافظة أصفهان.
ويقع الموقع على عمق يُقدر بحوالي 100 متر تحت سطح الأرض، مما يجعله أكثر تحصينًا من منشآت فوردو ونطنز.
يمتلك “جبل الفأس” على الأقل أربعة مداخل أنفاق، اثنان في الجهة الشرقية واثنان في الجهة الغربية، مع شبكة معقدة من الأنفاق مزودة بأحدث أنظمة الحماية الأمنية.تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن إيران قامت خلال السنوات الأربع الماضية بتوسيع المنطقة وتعزيز التحصينات في جبل الفأس بهدوء، مما يعكس جهودًا مستمرة لإنشاء منشأة نووية عميقة تحت الأرض.
ويعتقد الخبراء أن الموقع لا يقتصر على بناء أجهزة الطرد المركزي فحسب، بل يُستخدم أيضًا لتخصيب اليورانيوم، وهو ما تؤكده رفض إيران الإفصاح عن طبيعة الأنشطة هناك.
من جانبها، لم تستبعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أنشطة نووية سرية في الموقع.يبقى مصير اليورانيوم المخصب الإيراني المختفي لغزًا كبيرًا يثير قلق واشنطن وتل أبيب، خاصة مع استمرار التوسع السري في مواقع جديدة تحت الأرض مثل جبل الفأس.
تعكس هذه التحركات استراتيجية طهران في حماية برنامجها النووي من الضربات العسكرية، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي حول الملف النووي الإيراني.