اعتقال عميل للموساد في خراسان: إيران تعلن عن نجاح مهم

أعلنت السلطات الإيرانية، الجمعة، عن توقيف ما وصفته بـ”عميل بارز لجهاز الموساد الإسرائيلي”، وذلك في محافظة خراسان الشمالية، شمال شرق البلاد، في أحدث تطور ضمن حرب التجسس المتبادلة بين طهران وتل أبيب، والتي تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ اندلاع المواجهات الأخيرة.
محاولة اختراق الصناعات الدفاعية
وقال الحرس الثوري الإيراني، في بيان نقلته وكالة “فارس” شبه الرسمية، إن العنصر المعتقل حاول جمع ونقل معلومات “بالغة الحساسية” حول أحد المراكز التابعة للصناعة الدفاعية الإيرانية، مشيراً إلى أن عملية الرصد والاعتقال جاءت “بعد مراقبة دقيقة منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب الأخيرة”.وأضاف البيان:“بجهود استخبارية دقيقة، تمكنت قواتنا في خراسان الشمالية من رصد تحركات أحد العناصر الخائنة، وجرى اعتقاله قبل تمكنه من تمرير أي معلومات استراتيجية للعدو الصهيوني”.
تحذير للأهالي ودعوة للتعاون
ووجّه الحرس الثوري دعوة لسكان المحافظة، حثّهم فيها على التعاون الأمني والتبليغ عن أي تحركات مشبوهة يمكن أن تهدد أمن البلاد، مشدداً على أهمية “الوعي المجتمعي في مواجهة محاولات الاختراق والتجسس”.وجاء في البيان:“نهيب بأبناء شعبنا في خراسان الشمالية تعزيز الجهوزية والتعاون مع الأجهزة الأمنية لحماية منشآتنا الحيوية، ووأد أي نشاط مشبوه في مهده”.
سياق متصاعد من الاتهامات المتبادلة
وتأتي هذه العملية بعد سلسلة من الإعلانات المشابهة التي صدرت عن الأجهزة الأمنية الإيرانية خلال الأشهر الماضية، والتي أكدت فيها “تفكيك خلايا تجسس تعمل لصالح الموساد”، خاصة في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران، ومنشآت نووية ومراكز عسكرية.ويتزامن الكشف عن “العميل الجديد” مع ارتفاع حدة التوتر الإقليمي، وتزايد المؤشرات على حرب استخبارات خفية بين الجانبين، حيث تتهم طهران إسرائيل بالوقوف خلف عمليات اغتيال طالت علماء ومهندسين عسكريين إيرانيين، فيما تقول تل أبيب إن نشاطات إيران النووية تشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي.في ظل التصعيد المستمر، تمثل هذه العملية – كما وصفتها وسائل إعلام إيرانية – “ضربة استخباراتية جديدة” للموساد في الداخل الإيراني، وتأكيداً من السلطات على مضيّها في مواجهة الاختراقات الأمنية بكل حزم، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحول هذه المواجهة الاستخبارية إلى صراع أوسع في المنطقة.