شراكة عالمية لإنهاء النزاع في غزة، إطلاق المحتجزين، وتعزيز السلام الإقليمي

في خطوة قد تفتح صفحة جديدة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن توصل الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تفاهمات مهمة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين. هذه التطورات جاءت بعد سلسلة من المكالمات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
إفراج عن الرهائن ونقل القيادات
وفق صحيفة “إسرائيل هيوم”، تتضمن الاتفاقية الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، إضافة إلى نقل ما تبقى من قيادات الحركة إلى دول أخرى، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وتحقيق استقرار نسبي في المنطقة. الصفقة لا تقتصر على وقف إطلاق النار فقط، بل ترتبط بحل شامل يستهدف إحداث تغيير جذري في ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
خطوة نحو حل الدولتين
ومن أبرز بنود الاتفاق استعداد إسرائيل للنظر في حل مستقبلي للصراع على أساس حل الدولتين، وهو مطلب طال انتظاره في أروقة السياسة الدولية، لكن هذه الخطوة مشروطة بإجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية. هذه النقطة تشير إلى ربط السلام الداخلي الفلسطيني بمفاوضات السلام الإقليمية، مما قد يخلق ديناميكية جديدة في العلاقة بين الأطراف.
توسع الاتفاقات الإبراهيمية
الصفقة تتضمن أيضًا توسيع إطار الاتفاقات الإبراهيمية لتشمل دولًا إضافية في الشرق الأوسط، وربما سوريا، مما يعكس مساعي الإدارة الأميركية لتقوية جبهات السلام والتعاون في المنطقة. هذا التوجه يعزز من فرص الاستقرار الإقليمي ويقلل من حدة التوترات بين الدول.
الدبلوماسية المباشرة والقرارات من القمة
مصادر إسرائيلية مطلعة أوضحت أن إسرائيل لن ترسل وفودًا للمفاوضات التقليدية في القاهرة أو الدوحة، بل تسعى لإنجاز هذه الصفقة عبر قرارات ومفاوضات على أعلى المستويات بين نتنياهو وترامب ومبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ورون ديرمر، مما يضفي على الصفقة طابعًا استثنائيًا وشمولياً.
الزخم السياسي بعد الضربة على إيران
في سياق متصل، أشار مسؤولون أميركيون إلى وجود زخم كبير في مفاوضات صفقة الرهائن بعد الضربة العسكرية الأخيرة على إيران، حيث تتصاعد جهود واشنطن وتل أبيب لتحقيق تقدم ملموس في أقرب وقت. تأتي هذه التطورات في إطار محاولات احتواء التصعيد في الشرق الأوسط والحفاظ على أمن المنطقة.
زيارة محتملة لنتنياهو إلى البيت الأبيض
في ظل هذه الأجواء، أعرب نتنياهو عن اهتمامه بزيارة البيت الأبيض للقاء الرئيس ترامب، في خطوة من شأنها تعزيز التنسيق السياسي والاستراتيجي بين البلدين، رغم عدم تحديد موعد رسمي حتى الآن، وفق تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض.
تصريحات نتنياهو والتحديات المستقبلية
قال نتنياهو في تسجيل مصور: “قاتلنا بقوة ضد إيران وحققنا نصراً عظيماً. هذا النصر يفتح فرصة لتوسيع اتفاقيات السلام بشكل كبير”. وأكد أن الوقت الحالي هو فرصة لا يجب تضييعه، في إشارة إلى أهمية الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية لتحقيق السلام وإطلاق سراح الرهائن.
معارضة إسرائيلية تطالب بإنهاء الحرب
على الجانب الآخر، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى إنهاء الحرب في غزة عبر صفقة للرهائن، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الجارية لا تحقق نتائج ملموسة، مما يعكس انقسامات داخلية إسرائيلية بشأن إدارة الصراع.تأتي هذه التطورات وسط مشهد إقليمي معقد ومتغير، حيث تتشابك الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية في الشرق الأوسط. ما إذا كان الاتفاق سيترجم على الأرض ويؤدي إلى وقف دائم للصراع في غزة يبقى سؤالاً محوريًا بانتظار الإجابة خلال الأسابيع المقبلة، وسط ترقب دولي واسع.