روسيا ترفض اتهامات دعم إيران نوويًا وتُحذر من تجنيد إرهابيين في أراضيها

في ظل التصعيد الإقليمي الأخير على خلفية الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، نفى مجلس الأمن الروسي، اليوم الخميس، ما تردد من أنباء بشأن تزويد موسكو لطهران برؤوس نووية، مؤكدًا أن روسيا “لا تعتزم على الإطلاق” تزويد إيران بهذا النوع من الأسلحة، في رد واضح على تقارير إعلامية أثارت جدلًا دوليًا.
اتهامات لأوكرانيا بالتعاون مع منظمات إرهابية
وفي تطور لافت، اتهم مجلس الأمن الروسي الاستخبارات الأوكرانية بالاستعانة بخبرات منظمات إرهابية دولية لتأسيس خلايا سرية داخل الأراضي الروسية. وأشار المجلس إلى أن سوريا أصبحت “مركزًا محوريًا” لتجنيد العناصر المتطرفة لصالح هذه التنظيمات، والتي تعمل حاليًا على توسيع نشاطها نحو دول آسيا الوسطى وداخل روسيا نفسها.كما حذر المجلس من محاولات “ممنهجة ومتزايدة” من قبل وكالات استخبارات أجنبية لتجنيد مهاجرين يقيمون داخل الأراضي الروسية، واستخدامهم في تنفيذ عمليات إرهابية تهدد الأمن القومي الروسي، حسب ما جاء في البيان الرسمي الصادر اليوم.
لا تواصل مرتقب بين بوتين وترامب
وفي السياق ذاته، أعلن الكرملين أنه “لا توجد خطط حاليًا” لعقد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب عقب الضربات الأمريكية على إيران. ومع ذلك، نقلت وكالة “تاس” الروسية عن مسؤول في الرئاسة قوله إن إمكانية إجراء اتصال بين الزعيمين “تظل قائمة في حال دعت الحاجة”.
مدفيديف: واشنطن بدأت حربًا جديدة
من جانبه، وصف دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الضربات الأمريكية الأخيرة بأنها “بداية حرب أمريكية جديدة”، متهماً الرئيس ترامب بأنه انحرف عن وعوده الانتخابية التي قدمها كرجل سلام، ليقود الولايات المتحدة نحو “نزاع قد يتطور إلى صراع بري واسع النطاق”.وأشار مدفيديف إلى أن هذه الضربات كان لها أثر عكسي، إذ أدت إلى توحيد الشعب الإيراني خلف قيادته، مؤكدًا أن طهران ستواصل تخصيب المواد النووية كرد مباشر على “العدوان الأمريكي”، في إشارة إلى تصميم إيران على عدم التراجع عن برنامجها النووي رغم الضغوط الدولية.يبدو أن تداعيات الضربات الأمريكية على إيران تجاوزت حدود الشرق الأوسط، لتفتح جبهات سياسية وأمنية بين موسكو وواشنطن. فبينما تنفي روسيا أي دعم نووي لطهران، تتصاعد اتهاماتها لأوكرانيا والغرب باستخدام الإرهاب كأداة لزعزعة الاستقرار الداخلي، مما ينذر بمزيد من التوتر في العلاقات الدولية خلال المرحلة المقبلة.