أسهم آبل تواجه تحديات.. ومفاوضات تاريخية محتملة تمنح المستثمرين الأمل من جديد

أسهم آبل تواجه تحديات.. ومفاوضات تاريخية محتملة تمنح المستثمرين الأمل من جديد

شهدت أسهم شركة آبل الأمريكية أداء مضطربا خلال النصف الأول من عام 2025، وسط ضغوط متعددة، أبرزها تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ألقت بظلالها على توقعات المستثمرين بشأن مستقبل الشركة، وزاد من قلق الأسواق شعور متزايد بأن آبل تأخرت في سباق الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها.لكن تطورات جديدة تشير إلى أن عملاق التكنولوجيا قد يكون في طريقه لتغيير المعادلة، بعد أن أفادت تقارير بأن آبل تجري محادثات للاستحواذ على شركة Perplexity AI الناشئة، المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والبحث التفاعلي، وفقا لما ذكرته وكالة “بلومبرج”. 

 

خسائر حادة وتحذيرات من التأخر في الذكاء الاصطناعي

منذ بداية العام، تراجعت أسهم آبل بأكثر من 19%، حتى أنها سجلت انخفاضا يوم الثلاثاء الماضي، رغم ارتفاع الأسواق عموما، لتكون واحدة من عدد قليل من أسهم مؤشر ناسداك 100 التي لم تحقق مكاسب في ذلك اليوم.كما أدي تأخر آبل في طرح تكامل فعال بين مساعدها الصوتي “سيري” ومنصة “Apple Intelligence”، بالإضافة إلى ترددها في الاستثمار الكافي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مثل مراكز البيانات، إلى تراجع ثقة “وول ستريت” في قدرة الشركة على اللحاق بركب المنافسة.وفي مذكرة تحليلية بتاريخ 3 يونيو، أشارت شركة “TD Cowen” إلى أن أحد الخيارات المتاحة أمام آبل لتسريع تطورها في هذا المجال هو الاستحواذ أو الشراكة مع شركة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

Perplexity AI في دائرة الاهتمام

كشفت تقارير يوم الجمعة الماضي، أن آبل أجرت محادثات داخلية لشراء شركة Perplexity AI، وهي منصة محرك بحث ذكي تعتمد على نماذج لغوية ضخمة للإجابة على استفسارات المستخدمين.ورغم عدم تأكيد الصفقة بعد، اعتبر المستثمرون هذه الخطوة إشارة إيجابية إلى أن آبل بدأت تتحرك بجدية في هذا الاتجاه، وهو ما انعكس مباشرة على أداء السهم الذي ارتفع بنسبة 2.4% بعد تداول الخبر.ولكن بسبب المنافسة الشرسة في هذا المجال، تفاقمت المخاوف لدى المستثمرين مؤخرا، خاصة بعد إعلان شركة OpenAI في شهر مايو الماضي، عن استحواذها على شركة الأجهزة التي أسسها المصمم السابق لـ آبل “جوني آيف”، بهدف تطوير “عائلة جديدة من الأجهزة” قائمة على الذكاء الاصطناعي، هذه الخطوة فسرها البعض على أنها تهديد مباشر لـ آبل من قبل مزودها المفترض لحلول الذكاء الاصطناعي.حذر المحلل تيد مورتنسون من شركة “بيرد” في وقت سابق من أن أكبر تهديد لهيمنة آبل على سوق الهواتف الذكية يكمن في تغير سلوك المستهلكين، إذ قد تصبح قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة أكثر جاذبية من التصميم الأنيق الذي لطالما تميزت به منتجات آبل. بل وأشار إلى أن شركات مثل “ميتا” قد تنافس آبل عبر منتجات مثل نظاراتها الذكية “راي-بان”، ما قد يغير قواعد السوق بالكامل.

هل يكون الاستحواذ على Perplexity AI هو الحل؟

يعتقد محللو “بنك أوف أمريكا” أن الاستحواذ المحتمل على Perplexity AI قد يوفر دفعة كبيرة لآبل، لأسباب عدة:– الوصول الفوري إلى تقنيات ذكاء اصطناعي دون الحاجة إلى الاعتماد على طرف ثالث.– تحسين تكامل الخدمات مثل “سيري” والبحث داخل نظام iOS.– اكتساب فريق موهوب في مجال الذكاء الاصطناعي.– إمكانية فتح مصادر دخل جديدة من خلال الإعلانات المبنية على البحث.وقد رفع البنك توقعاته لسعر سهم آبل إلى 235 دولارا، أي بزيادة تقدر بـ16% عن سعر السهم الحالي البالغ نحو 202 دولار، بينما يبلغ متوسط توقعات المحللين، بحسب بيانات “فاكت ست”، نحو 228 دولارا.لكن رغم التفاؤل، يحذر المحللون من أن الصفقة – إن تمت – لن تكون بلا عقبات، فتكامل التكنولوجيا الجديدة مع بيئة آبل المغلقة قد يتطلب وقتا وتعديلات، فضلا عن الجدل القانوني المحيط بممارسات Perplexity AI في جمع البيانات، كما أن رضا المستخدمين عن أداء المنصة يبقى محل اختبار.وأخيرا، يشير المحللون إلى أن الصفقة قد تكون الأكبر في تاريخ آبل، وهو ما يضيف عنصرا من المخاطرة بطبيعته.