مقتل أخت نتنياهو في هجوم إيراني على تل أبيب.. توضيح حول صورة تعود لـ49 عامًا

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا قيل إنها لـ”جنازة سرية” لأحد أفراد أسرة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ حيث شيّع جثمان شقيقته التي لقيت مصرعها جراء القصف الإيراني على تل أبيب، بحسب الرواية المنتشرة.وظهر نتنياهو وزوجته سارة في الصورة المتداولة، بملابس الحداد ويضعان إكليلًا من الزهور على أحد القبور، وقال ناشر الصورة إن توثق لحظة تشييع جنازة شقيقة نتنياهو المدعوة يوتان، والتي زعم بأنها قُتلت بعد استهداف الحرس الثوري الإيراني منزلها في تل أبيب، إثر الحرب بين إسرائيل وإيران والتي توقفت مؤخرًا بوساطة أمريكية.وزعم مروّج الصورة، أن رئيس وزراء الاحتلال أقام جنازة عسكرية “سرية” لشقيقته يوتان بحضور عدد محدود من المقربين، في تكتيم إعلامي حفاظًا على الروح المعنوية داخل كيان الاحتلال.
حقيقة مقتل شقيقة نتنياهو بقصف إيراني
وبالبحث والتدقيق، تبين أن الصور قديمة وتعود إلى عام 2019، حيث أحيا رئيس وزراء الاحتلال وزوجته سارة، الذكرى الـ43 لوفاة شقيقه يوناتان نتنياهو الذي كان قائد وحدة “سييرت متكال”، والمولود عام 1946 لكنه لقي مصرعه بعد ثلاثين عامًا من ميلاده.يوناتان (يوني) نتنياهو، الابن الأكبر لعائلة نتنياهو وقائد وحدة “سييرت متكال”، وقُتل في عملية تحرير الرهائن في عنتيبي والتي أطلق عليها لاحقًا اسم “عملية يوناتان” عام 1976 أثناء اقتحام مبنى الركاب الذي كان يقيم فيه الرهائن، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.ووفقًا للرواية الإسرائيلية، أُصيب (يوني) برصاصة في صدره، وتوفي بعد ذلك بوقت قصير. وتقول عنه “يديعوت أحرونوت” إنه كان شخصية بارزة وفي أعلى رتب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية آنذاك. ألّفت عائلة نتنياهو عدة كتب تخليداً لذكراه، أشهرها “رسائل يوني”، التي تضمنت بعض رسائله إلى عائلته وأقاربه.

حضر نحو 200 شخص حفل تأبين يوني نتنياهو في عام 2019، إحياءً للذكرى الثالثة والأربعين لمصرعه في عملية عنتيبي، وأُقيم الحفل في المقبرة العسكرية بجبل هرتزل في القدس، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعائلته، ووزراء، وأعضاء كنيست، وأفراد وحدة يوني، وممثلين عن عائلات المختطفين والمُفرج عنهم في العملية.

ما هي عملية عنتيبي التي قتل فيها شقيق نتنياهو؟
وقعت عملية عنتيبي في 4 يوليو 1976 بمطار عنتيبي في أوغندا، حين أرسل الاحتلال قوات كوماندوز إلى المطار لتحرير رهائن طائرة اختطفها فلسطينيون ورفقاء لهم كانت متجهة من تل أبيب إلى باريس، انتهت العملية بمقتل المختطفين و3 رهائن إلى جانب جنود أوغنديين والضابط يوناتان شقيق نتنياهو الأكبر.بدأت القصة حين استولى فلسطينيان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (منظمة التحرير الفلسطينية حاليًا)، وصديقان لهما من جنسية ألمانية، على طائرة فلسطينية من طراز إيرباص A300 أقلعت من مطار بن جوريون (اللُّد) في تل أبيب باتجاه باريس يوم 27 يونيو 1976، وعلى متنها 248 راكبًا بينهم 103 إسرائيليين، بالإضافة إلى طاقم مكون من 12 شخصًا آخرين.
اختطفت المجموعة الطائرة وانطلقوا بها نحو مطار عنتيبي في أوغندا بعد توقف قصير في ليبيا، وأعلنت أوغندا حالة الطوارئ في صفوف جيشها وأجهزتها الأمنية تحسبا لرد فعل إسرائيلي متوقع.أفضت المفاوضات بين مختطفي الطائرة والرئيس الأوغندي وقتها عيدي أمين دادا، والذي كان مشهورًا بتأييد الفلسطينيين، إلى تحرير جميع الرهائن في 1 يوليو 1976، وأبقوا على نحو مئة كان يظنون أنهم إسرائيليون.وفي 4 يوليو من العام ذاته، أطلق الاحتلال قوات الكوماندوز الإسرائيلية على متن ثلاث طائرات، واحدة نقلت الكوماندوز، والثانية خُصصت للرهائن، والثالثة لتأمين الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ولم تطلق القوات الأوغندية النار على طائرات الاحتلال خشية أن يزداد الوضع سوءا ويرد الأخير بشكل أعنف.وبدأت الاشتباكات بين القوات الأوغندية والكوماندوز التابعين للاحتلال الإسرائيلي، وقُتل نحو عشرين أوغنديًا، وأطلق واحدًا منهم النار على يوناتان نتنياهو وأرداه قتيلًا، لكن رغم ذلك نجح عناصر من الكوماندوز في الوصول إلى مبنى المطار القديم في عنتيبي، وحرروا الرهائن بعدا اشتباكات عنيفة مع المختطفين الذين لقوا مصرعهم، إلى جانب 3 من الرهائن.