خبير في الأوقاف: الإسلام يدعو للأخلاق.. وأفضل الناس عند الله هم الأكثر نفعاً للآخرين | فيديو

خبير في الأوقاف: الإسلام يدعو للأخلاق.. وأفضل الناس عند الله هم الأكثر نفعاً للآخرين | فيديو

أكد الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإسلام دين الأخلاق أولًا وقبل كل شيء، وأن رسالة النبي محمد ﷺ كانت في جوهرها رسالة رحمة للناس كافة، كما قال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.”وأوضح عبد العزيز، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن المسلم ينبغي أن يكون مرآة مشرقة للإسلام في كل معاملاته، وأن يتحلى بخلق الرحمة، والصدق، والأمانة، والإخلاص، والمحبة، والوفاء، مشددًا على أن العبادات في الإسلام لم تُشرَع لمجرد الأداء الشكلي، بل لتهذيب النفس وتنظيم العلاقات بين الناس، كما قال تعالى: “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”.وأشار إلى أن العبادات كالصلاة والصوم والحج هدفها الأخلاقي الأول هو تحسين السلوك الإنساني، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ عن الحج: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه.”

ودعا الدكتور هشام عبد العزيز المسلمين إلى التحلي بالأخلاق النبيلة حتى لو كانت بعيدة عن طبعهم الأصلي، قائلاً: “حتى لو ما عنديش خُلق الكرم، أتعمد أكون كريم، مش بالمال بس، بالقول والعمل ومساعدة الناس”.
وأكد أن النبي ﷺ حين سئل عن أحب الناس إلى الله قال: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”، وأن أحب الأعمال إلى الله ليست فقط العبادات الفردية، وإنما “سرور تدخله على مسلم”، لافتًا إلى أن الإسلام دين حياة وعمارة وأخلاق، لا يقتصر على المسجد، بل يمتد إلى كل أوجه الحياة اليومية.وتابع الدكتور هشام عبد العزيز، من علماء وزارة الأوقاف، أن على المسلم المعاصر أن يدرك جيدًا الفرق بين الثوابت والمتغيرات في الشريعة الإسلامية، حتى يتمكن من فهم دينه بشكل عميق ويتفاعل مع مستجدات واقعه بوعي واتزان.وأوضح عبد العزيز،  أن الثوابت هي أصول الدين التي لا تقبل التبديل أو الاجتهاد، مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك القيم الأخلاقية الكبرى كالصدق والعدل والأمانة، وهي رواسخ لا تتغير باختلاف الزمان أو المكان أو الأشخاص.وتابع: “أما المتغيرات، فهي كيفية تطبيق الأحكام الشرعية والاجتهادات الفقهية في ضوء الظروف والواقع المعاصر، مشيرًا إلى أن فهم المتغيرات ليس بدعة، بل هو منهج سلكه النبي ﷺ وصحابته الكرام، مثلما حدث في صلح الحديبية، حين قَبِل النبي ببعض الشروط الظاهرية التي اعترض عليها بعض الصحابة، إدراكًا منه للمصلحة الكبرى وتحقيقًا لمقاصد الشريعة، وعلى رأسها حفظ الدماء وصون المجتمع”.وأشار إلى أن من أمثلة فقه الواقع ما ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس، حين أجاب شخصين بنفس السؤال – “هل للقاتل من توبة؟” – بإجابتين مختلفتين بحسب حال كل سائل، لافتًا إلى أن الفتوى قد تتغير باختلاف نية السائل وظروفه، لأن تنزيل الحكم على الواقع يحتاج إلى فقه، وليس مجرد حفظ للنصوص.وأكد على أن المسلم المدرك لعصره يجب أن يكون قادرًا على تحليل الواقع، والتفاعل مع التحديات المعاصرة مثل العولمة، والسيولة الأخلاقية والفكرية، والأزمات الاقتصادية، داعيًا إلى التمسك بالثوابت في العقيدة والقيم، والانفتاح الواعي في المتغيرات لتحقيق المصلحة، وفق منهج النبي ﷺ الذي جمع بين الثبات في المبادئ والمرونة في الوسائل.