ما هي تداعيات قرار البرلمان الإيراني بإغلاق مضيق هرمز؟ وهل سيكون له تأثير على صادرات النفط الإيرانية؟

نقلت وكالة رويترز عن التلفزيون الإيراني قوله إن البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز، والقرار النهائي مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية.هذا القرار سيكون له تبعات اقتصادية، حيث يعتمد اقتصاد إيران بشكل كبير على حرية مرور البضائع والسفن عبر الممر البحري، حيث إن جميع صادراته النفطية تتم عبر البحر، خاصة أن إغلاق مضيق هرمز سيكون له أثر عكسي على علاقة إيران بعميلها النفطي الوحيد، الصين.وبحسب تقارير أجنبية، أن بدائل مضيق هرمز عملت بعض دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، في السنوات الأخيرة على تطوير بدائل للمضيق لتقليل الاعتماد عليه، فقد أنشأتا بنية تحتية تتيح تصدير بعض إنتاجها النفطي عبر طرق بديلة، موضحة ان السعودية تشغل خط أنابيب النفط الخام “شرق-غرب” الذي تبلغ طاقته 5 ملايين برميل يومياً، بينما تملك الإمارات خط أنابيب يربط حقولها النفطية البرية بميناء الفجيرة على خليج عمان.وتقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنه يمكن تصدير حوالي 2.6 مليون برميل يومياً من النفط الخام عبر هذه البدائل في حال تعطل حركة الملاحة في مضيق هرمز.وقال عضو بلجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إن الحرس الثوري مستعد لإغلاق مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة والظروف ذلك.من جانبه، قال هشام النجار، الباحث السياسي، أن موافقة البرلمان الإيراني على غلق مضيق هرمز جاء ردا على استهداف أمريكا للمواقع النووية الإيرانية، وتعد الخطوة أحد ادوات الضغط الدولي والإقليمي التي تحتفظ بها طهران لتأثيرها الكبير على حركة الطاقة .وأضاف النجار، في تصريحات خاصة لـ«الجمهور»، أن هذه الخطوة تصعيد خطير من قبل طهران في اتجاه استعادة الهيبة وإظهار التماسك حيث أنها خطوة موجهة أيضا إلى الداخل الإيراني لرفع معنوياته بعد الضربة الأميركية التي لها تأثير كبير في سياق التأثير على معنويات الإيرانيين.وتوقع الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، ألا تقدم السلطات الإيرانية على غلق مضيق هرمز، لما له من تداعيات خطيرة على إيران ذاتها واقتصادها، خاصة مع ظهور تحالفات دولية جراء تلك الحرب، مشيرا إلى أهمية إعلان كوريا الشمالية دعم إيران في مواجهة إسرائيل، خاصة أن هذا التطور يعكس بوضوح اتساع دائرة الاستقطاب الدولي في صراع الشرق الأوسط وتحوله إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات بين القوى التقليدية والجديدة.وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ«الجمهور»، أن إعلان بيونج يانغ ليس مفاجئًا في سياق تاريخ طويل من التعاون العسكري غير المعلن بين كوريا الشمالية وإيران، خاصة في مجالات التسليح والصواريخ الباليستية، لكنه يحمل في التوقيت الراهن دلالات أخطر، إذ يأتي في ذروة تصاعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران والتي لم تعد تقتصر على حرب الوكلاء بل دخلت مرحلة القصف المتبادل واستهداف العمق.وفي سياق متصل، أوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن دعم كوريا الشمالية لإيران قد لا يتجسد في تدخل مباشر على الأرض أو إرسال قوات، لكنه قد يُترجم إلى تزويد طهران بتكنولوجيا أو أسلحة نوعية تُحدث فارقًا في قدرات الردع الإيرانية، ما قد يفاقم من تعقيدات المشهد الأمني في المنطقة ويزيد من احتمالات التصعيد خارج حدود المواجهة التقليدية.ولفت إلى أن التحالف الإسرائيلي ضد إيران يتمتع بقدر معتبر من القوة العسكرية والاستخباراتية، بفضل الدعم الغربي والأمريكي اللامحدود والتفوق النوعي في التكنولوجيا الدفاعية والهجومية، إلا أنه يظل هشًّا أمام الحرب غير المتكافئة وحرب الاستنزاف الممتدة التي تتقنها إيران وأذرعها الإقليمية.وأشار إلى أن انضمام لاعبين دوليين مثل كوريا الشمالية إلى معادلة المواجهة يزيد من احتمالية تشكُّل محور موازٍ لإسرائيل وحلفائها في المنطقة، ما قد يُعيد خلط الأوراق ويجرّ أطرافًا دولية جديدة إلى ساحة صراع مفتوح العواقب على الأمن والسلم الدولي.