سيناريوهات مستقبلية بعد خامنئي: من سيتولى قيادة إيران في حالة اغتيال المرشد؟

مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، لم تخلُ التصريحات الإسرائيلية من تهديدات مباشرة باستهداف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، في خطوة غير مسبوقة تمثل تحولًا في طبيعة المواجهة بين الجانبين. وفي هذا السياق، أثار طرح اسم خامنئي كهدف محتمل تساؤلات جوهرية بشأن مصير النظام الإيراني في حال تعرض المرشد للاغتيال أو غاب عن المشهد السياسي لأي سبب. وقد كشفت تقارير صحفية عن أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاستهداف خامنئي، لكنه صرّح علنًا بأن “واشنطن تعرف مكانه، ويمكنها اغتياله في أي وقت”، داعيًا النظام الإيراني إلى الاستسلام، ووفقًا لما نقلته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن هناك عدة سيناريوهات مطروحة لمستقبل الحكم في إيران حال غياب المرشد، أبرزها:المعارضة المنظمة.. البدائل التقليديةمنظمة مجاهدي خلق: تُعد من أبرز حركات المعارضة الإيرانية، وتأسست عام 1965 بهدف إسقاط النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية علمانية. ورغم تصنيفها كـ”إرهابية” من قبل طهران، فإنها لا تزال تنشط خارجيًا، بقيادة مريم رجوي، ضمن “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، إلا أن شعبيتها الداخلية تراجعت بشدة، خاصة بعد تحالفها مع نظام صدام حسين خلال حرب العراق وإيران.التيار الملكي، والذي يمثل أنصار الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، ويقوده ابنه رضا بهلوي من منفاه في الولايات المتحدة، والذي يدعو هذا التيار إلى تغيير النظام عبر الوسائل السلمية، ويطالب بإجراء استفتاء شعبي لتحديد مستقبل البلاد.
الأقليات العرقية.. مطالب بالعدالة والتمثيل
تضم إيران أقليات عدة مثل الأكراد والبلوش والعرب، تشكو منذ سنوات من التهميش السياسي والاقتصادي، حيث قد شهدت مناطقهم تحركات احتجاجية وأحيانًا تمرّدات مسلحة محدودة. وفي حال حدوث فراغ في السلطة، قد تلعب هذه الأقليات دورًا مؤثرًا في صياغة نظام جديد، إما من خلال مطالب بالحكم الذاتي أو بالمشاركة في ترتيبات جديدة للحكم.الحراك الشعبي والاحتجاجات المدنيةشهدت إيران خلال السنوات الماضية موجات احتجاجية واسعة، أبرزها احتجاجات 2009 فيما عرف بـ”الحركة الخضراء”، واحتجاجات 2022 المرتبطة بحقوق المرأة، والتي برزت فيها الناشطة نرجس محمدي التي حصلت لاحقًا على جائزة نوبل للسلام عام 2023، ورغم القمع الأمني، لا تزال هذه الحركات تعبّر عن رغبة فئة كبيرة من الشعب الإيراني في إصلاحات ديمقراطية جذرية.الحرس الثوري.. الورقة العسكرية الحاسمةتوقعت الصحيفة البريطانية أن يكون الحرس الثوري الإيراني هو اللاعب الأبرز في حال اختلال توازن السلطة، مشيرة إلى احتمالية لجوئه إلى فرض الأحكام العرفية والسيطرة على الحكم بالقوة لضمان بقاء النظام. ولم تستبعد الصحيفة أن يؤدي غياب خامنئي إلى اندلاع صراع داخلي على السلطة، قد يتطور إلى حرب أهلية تمتد آثارها إلى دول الجوار.