الدكتور محمد رزق يتحدث عن ثورة 30 يونيو وتوجيه البوصلة مجددًا

الدكتور محمد رزق يتحدث عن ثورة 30 يونيو وتوجيه البوصلة مجددًا

ثورة 30 يونيو أعادت لمصر عقلها الوطني، وصوّبت بوصلة الدولة في لحظة كادت أن تسقط فيها المؤسسات لصالح مشروع غير وطني، فتلك الثورة لم تكن ضد نظام فقط، بل ضد فكرة تسليم الدولة إلى جماعة ذات ولاء خارجي، لا تؤمن بمفهوم الوطن وحدوده ومصالحه.
ثورة 30 يونيو تعد لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، بعدما استطاع الشعب المصري أن يقطع الطريق على مشروع جماعة الإخوان الذي كان يهدف إلى اختطاف الدولة وتغيير هويتها الثقافية والدينية والسياسية، خاصة أن الجماعة حاولت فرض نمطها الفكري على المجتمع المصري المتنوع، من خلال خطاب إقصائي يضع كل من يختلف معها في خانة العدو، مما يعكس حالة متطرفة من التكفير السياسي والديني لا تمت بصلة للتعايش ولا للحياة الديمقراطية.التدخل الحاسم للرئيس عبدالفتاح السيسي، أنقذ البلاد من مصير مجهول، وأعاد للدولة بنيتها الأساسية التي تعرضت لمحاولات هدم ممنهجة، فثورة 30 يونيو مثلت رفضا شعبيا جارفا لمخطط خطير يستهدف تقويض أسس الدولة الوطنية الحديثة، إذ إن الشعب المصري خرج في 30 يونيو 2013 بالملايين دفاعًا عن هويته الوطنية ورفضًا لحكم الجماعة التي ارتكبت جرائم فادحة بحق الوطن على رأسها التحريض على العنف، والتخابر مع جهات أجنبية، والتآمر على مؤسسات الدولة، ومحاولة نشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.ثورة 30 يونيو كانت لحظة فارقة في تاريخ الوطن، وأنها أنقذت الدولة المصرية من فوضى محققة، وثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حراك شعبي بل إنقاذ وطني شامل، أعاد مصر إلى مسار الدولة المستقرة ذات السيادة، بعد أن كانت على وشك الانزلاق إلى مصير مجهول ومستنقع الإخوان.الشعب المصري بارتباطه العميق بهويته الوطنية، رفض حكم الإخوان، بعدما خرج بالملايين في ميادين مصر المختلفة يوم 30 يونيو، فتلك الثورة جسدت وحدة نادرة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، التي انحازت لإرادة الشعب في موقف وطني عظيم أنقذ الدولة من الانهيار وأعاد لها هيبتها.
يجب أن نتأكد بأن تلك الجماعة لا يمكن أن تكون جزءا من أي مشروع وطني، خاصة أن مصر تحصنت الآن بتجربتها ضد هذا الفكر، ولن تسمح بعودته مرة أخرى، وهو ما يتطلب من الشعب المصري التماسك والتلاحم ضد مخططات الإخوان التي تستهدف النيل من استقرار الدولة من خلال نشر الفوضى، وهدم الثقة التي تربط القيادة السياسية بالشعب المصري، والشعب المصري بقيادته الحكيمة، قرر قطع الطريق على هذا المشروع الإخوانى الظلامي، وبدأ في تأسيس مرحلة جديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي لبى نداء الوطن، ووضع أسس دولة مدنية حديثة تقوم على المواطنة والعدالة وسيادة القانون.