إسلام التمساح يسلط الضوء على تكنولوجيا التجسس: كيف انهار قادة إيران في غضون أيام؟

إسلام التمساح يسلط الضوء على تكنولوجيا التجسس: كيف انهار قادة إيران في غضون أيام؟

في ظرف أربعة أيام فقط، اغتيل اثنان من كبار القادة العسكريين الإيرانيين المسؤولين عن الرد على الهجمات الإسرائيلية، في واقعة تطرح تساؤلات خطيرة حول حجم الاختراق الاستخباري والتقني الذي تتعرض له طهران في قلب مؤسساتها الأمنية والعسكرية.اغتيال القائد الأول يوم الجمعة، ثم خليفته الذي تولى المهمة بعده بأيام قليلة، يكشف أن الأمر يتجاوز مجرد ضربة عسكرية دقيقة أو بلاغ استخباراتي عابر، نحن أمام مشهد مكتمل الأركان لعملية اختراق غير مسبوقة، تتجاوز حتى مفاهيم الجاسوسية التقليدية.

كاميرا في جيبك

في هذا العصر، لا تحتاج أجهزة المخابرات إلى جواسيس في الميدان، الهاتف الذكي وحده – بهيكله “البريء” – يضم كاميرا وميكروفون ونظام تحديد المواقع، وكلها يمكن تفعيلها عن بُعد دون علم المستخدم، الشبكات التي نظنها آمنة، والتطبيقات التي نضغط على “موافق” دون قراءتها، قد تكون أدوات رصد وتوجيه لصاروخ دقيق ينهي المهمة في لحظات.تخيل أن جهاز الألعاب في غرفة ابنك، أو مكبر الصوت في مكتبك، أو حتى شاشة التلفاز الذكية، يمكن اختراقها بسهولة وتحويلها إلى عين وأذن داخل منزلك.

حرب الشبكات.. لا قائد ينجو

الحرب الحديثة لم تعد فقط بين جيوش ودبابات، بل بين خوارزميات وتطبيقات، تقنيات الذكاء الاصطناعي والتوجيه المتطور تجعل من كل جهاز حولك أداة استهداف محتملة، وكل إشارة رقمية تصدر عنك معلومةً ثمينة.منظومة الاغتيال لم تعد تعتمد على تتبع تقليدي، بل على رسم بصمة إلكترونية متكاملة للقائد، تشمل صوته ومكانه وتحركاته، هذه البصمة تُرسل في لحظات لطائرات تنتظر في السماء، لتطلق صاروخًا موجّهًا بدقة متناهية نحو “هدف رقمي” أصبح مكشوفًا.

الصين فهمت اللعبة وأمريكا لاحقتها

الصين منذ البداية منعت دخول التطبيقات الأجنبية، ووفرت بدائل محلية لكل منصة عالمية، لم تسمح بتواجد سيرفرات خارج سيطرتها، لأن “البيانات هي الأمن”. أما الولايات المتحدة، فاعتبرت تطبيق “تيك توك” الصيني تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وسعت إلى شرائه أو حجبه بالكامل.

الخلاصة

الدرس الأخطر من هذا التصعيد العسكري هو أن الحرب القادمة ليست فقط بالصواريخ، بل بالتطبيقات والبيانات. لا يمكن لأي دولة أن تخوض صراعًا وجوديًا بينما أجهزتها ومواطنيها يستخدمون أدوات لا تملكها، ولا تتحكم في برمجتها.“من لا يملك شبكته.. لا يملك أمنه.”