إسرائيل تصر على القتال دون الاكتراث بالموارد المالية.. من وراء التمويل؟

إسرائيل تصر على القتال دون الاكتراث بالموارد المالية.. من وراء التمويل؟

تقارير مالية كشفت حجم الخسائر التي طالت الكيان المحتل خاصة بعد الحرب الأخيرة مع إيران، والتي قدرت بمليارات الدولارات، لا سيما وأن تل أبيب كما هو معروف في جبهات حرب أخرى مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وغيرهم، بالتالي لا يمكن لأي دولة مهما بلغ اقتصادها أن تتحمل كل هذه التكاليف المهولة، فمن إذًا الممول؟

بداية الحرب العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران 

في الثالث عشر من  يونيو 2025، شنت إسرئيل غارات  جوية على المنشآت النووية، والقواعد العسكرية الإيرانية، وأنظمة الصواريخ الاستراتيجية، من بينها محطات، نطنز، وتبريز، النوويتين.جاءت تلك الضربة الجوية بعد تهريب أجزاء لمئات الطائرات المسيرة المجهزة بالمتفجرات – في حقائب وشاحنات وحاويات شحن – بالإضافة إلى ذخائر يمكن إطلاقها من منصات غير مأهولة منذ أشهر، وذلك بحسب تقرير صحيفة وول ستريت، الذي رجحت أن هذا سبب رئيسي في  محدودية الرد الإيراني حتى الآن. 

الحسابات المالية للحرب من الجهة الإسرائيلية

كلفت تلك الحرب إسرائيل تكلفة تُقَدَّرْ بالمليارات حيث قدَّر العميد (احتياط) رام أمينوح، الذي كان سابقًا المستشار المالي لرئيس الأركان، في تصريح خاص لصحيفة Ynet  العبريه  تكاليف الحرب على إيران بحوالي 5.5 مليار شيكل، مؤكدًا  أن نصف النفقات خُصص للدفاع ونصفها الآخر للهجوم، وأن هذه تكلفة مباشرة فقط، إذ يتعذر في هذه المرحلة تقدير التكلفة غير المباشرة، بما في ذلك الضرر الذي لحق بالناتج المحلي الإجمالي.تأتي الحرب بحاجة إلى احتياطي أمني في حين أن تم الإعلان في يناير 2025 عن استنزاف الاحتياطي الأمني بالكامل في الحرب علي غزه كما جاء في تقرير “اللجنة الخاصه لفحص ميزانية الدفاع” المنشور في ديسمبر 2024 لتقوم بعدها وزارة المالية الاسرائيلية في يناير 2025 بالإعلان عن وجود عجز في الموازنة العامة بمقدار 4.9% أي ما يساوي حوالي 105 مليار كما نشرت الصحيفه  العبريه Ynet مما اضطر المالية الاسرائيلية إلي تخفيض توقعات النمو الإقتصادي لهذا العام إلى 3.6% بدلا من 4.3% التي تم تحديدها في خطة يناير في حالة تخفيض عدد جنود الإحتياط بداية من الربع الثالث في 2025 وهو ما جعلته الحرب مستحيل مما يزيد التوقعات بانخفاض أكبر في معدل النمو لهذا العام في الإقتصاد الإسرائيلي 2025، كما قد كُلِّفَت اسرائيل بتعويضات من يناير إلى مايو بمقدار 2.5 مليار شيكل.

الموازنة المالية الاسرائيلية في مايو 2025

الحالة العسكرية لإسرائيل قبل الحرب مع إيران

جاءت حرب إسرائيل مع إيران بعد ما يقرب من عامين من طوفان الأقصى الذي بدأ الحرب الإسرائيليه على الجبهة الفلسطينيه خاصة في قطاع غزه ضد جماعة حماس، ثم بعدها بدأت الحرب تشتعل مع حزب الله على الجبهتين اللبنانية و السورية، كما أن كل ذلك في نفس وقت قصف إسرائيل للحوثيين في اليمن، حيث أن كل تلك تكلفه حربيه باهظه دون أن ننسى الخسائر الداخلية الناتجه عن القصف من الجبهات المختلفه حتي وإن كان غير مدوي ويُكمل الكارثه على الاقتصاد الاسرائيلي هو وجود إعتصامات داخليه بناءً على الانقسام الحادث بسبب قرارات نتينياهو التي يعتبرها الكثير من شعبة مستفزة.جاءت التقارير المالية لإسرائيل لعام 2024 بحسب ما جاء في موقع الحكومه الإسرائيلية، أن العجز بلغ نسبة مئويه تقترب 6.8% حيث تم تقدير إيرادات الدولة بحوالي 484.9 مليار شيكل وبلغت نفقات الحكومة حوالي 620.5 مليار شيكل، كما جاء في ملف “تقرير السياسة النقدية للنصف الثاني من عام 2024” أن الحرب أدت إلى زيادة كبيرة في نفقات الحكومة، بما في ذلك الزيادة في نفقات الأمن. تم تحديد العجز في الميزانية لعام 2024 بنسبة 7.7% من الناتج، وكان من المتوقع أن يصل في عام 2025 إلى 4.4% من الناتج.

الموازنة المالية الاسرائيلية العامة بين يناير 2024 إلي يناير 2025الموازنة المالية الاسرائيلية العامة بين يناير 2024 إلي يناير 2025

عامان من العجز المالي في الموازنة العامة الإسرائيلية في كل التقارير المالية بغض النظر عن المدة القائم عليها التقرير وعلى الرغم من ذلك تُزيد إسرائيل من جبهات الحرب الخاصة بها ومن الواضح أنها لا تبالي بالتكلفة الخاصة بالحرب وعلى الرغم من إنهاء العام السابق باستنزاف الاحتياطي الأمني، دخلت إسرائيل في حرب جديده مع عدوها إيران، فمن يتحمل تكلفة كل تلك الخسائر الماليه والأرواح البشرية، هل هي إسرائيل أم أميريكا، خاصة أن الصحف العبريه بدأت تقول أن ترامب يستخدمهم كجزء من لعبته الخاصة.