الكويت: نعارض تأجيل حل الدولتين

الكويت: نعارض تأجيل حل الدولتين

في كلمته أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية، وتنفيذ حل الدولتين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، أطلق وزير الخارجية عبدالله اليحيا نداء استغاثة يهيب فيه بذوي الضمائر للتحرك الفوري لنجدة أهالي غزة الذين يعيشون مأساة غير مسبوقة، مؤكداً أن العالم «أمام مشهد إنساني مفجع لا يقبله ضمير حي، حيث يقتل الأبرياء على أبواب المستشفيات وتجفف الملاجئ وتحرم غزة من الماء والغذاء والدواء… فهل من مغيث؟ وهل من نصير لأهل غزة؟!».

ودعا اليحيا إلى دعم الجهود السياسية والدبلوماسية كافة، لإحياء عملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لعام 2002، ورفض كل السياسات التي تؤخر تحقيق حل الدولتين.

اليحيا: الإيقاف الفوري والشامل للعدوان على غزة والضفة ومنع استهداف المدنيين

وأكد أن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة كافة، معتبراً أن الصمت على الجرائم المرتكبة في غزة يمثل تواطؤاً مع الجلاد ضد الضحية.

وأضاف: «إننا نجتمع تحت وطأة ظروف استثنائية ومأساوية تمر بها الأراضي الفلسطينية، وتحديداً في القطاع الذي يتعرض لعدوان عسكري إسرائيلي غير مسبوق خلَّف عشرات الآلاف من الشهداء، أغلبيتهم من النساء والأطفال، ودماراً واسعاً شمل البنية التحتية والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه والكهرباء وحتى الملاجئ».

اليحيا: ثوابتنا الراسخة الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية

وشدد على أن الحصار الجائر المفروض على غزة وقطع الغذاء والدواء والكهرباء والمياه نتج عنهما كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان معظمهم من المدنيين الأبرياء، موضحاً أن هذه الأوضاع تجاوزت حدود المأساة لتتحول إلى تحدٍّ صريح للضمير الإنساني والقانون الدولي.

وأشار اليحيا إلى أن «استمرار التمادي العسكري وتجاهل المبادئ الإنسانية والقانونية يعدان تراخياً من المجتمع الدولي عن أداء مسؤولياته، ويشجعان على الإفلات من العقاب، ومن هنا تبرز الحاجة الماسة إلى تحرك دولي فوري وفعال».

اليحيا: فتح جميع المعابر بشكل دائم وغير مشروط لإدخال المساعدات وعمليات الإغاثة

وبينما سلط وزير الخارجية الضوء على ثوابت الكويت التاريخية والراسخة التي تؤكد أولاً على الاعتراف الكامل بدولة فلسطين ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، رحب بخطوات بعض الدول الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن ذلك أساس لتحقيق العدالة والسلام.

ودعا إلى الإيقاف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي على القطاع، والأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وإيقاف استهداف المدنيين والبنية التحتية وضمان عدم تكرار مثل هذه الأفعال الإجرامية، مشدداً على ضرورة فتح جميع المعابر بشكل دائم وغير مشروط بما يضمن تدفق المساعدات الإنسانية والطبية وتمكين عمليات الإغاثة من الوصول إلى مستحقيها من دون صعوبات.

اليحيا: رفض التهجير القسري والتأكيد على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم

وأعرب عن رفض جميع أشكال التهجير القسري التي تستهدف تغيير الواقع الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفق القرار الأممي رقم (194).

وحث اليحيا على دعم الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية وتوسيع سلطتها على جميع الأراضي الفلسطينية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، مناشداً المجتمع الدولي ضمان حماية المدنيين وإيقاف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبي الجرائم أمام محكمة العدل الدولية، وتفعيل آليات العدالة الدولية لضمان عدم الإفلات من العقاب.

اليحيا: دعم الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها وتوسيع سلطتها لبناء الدولة المستقلة

ولفت إلى أنه «آن الأوان للمجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه المأساة المتكررة، ويتحرك لحماية الأبرياء وإيقاف العدوان وإنهاء الحصار وإلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام القانون الدولي الإنساني»، معتبرا الصمت على الجرائم المرتكبة في غزة تواطؤا مع الجلاد ضد الضحية.

مؤتمر نيويورك يعتمد وثيقة فلسطين واصطفاف دولي لحل الدولتين

بن فرحان يعلن مقترحات شاملة وإطاراً متكاملاً لتسوية القضية الفلسطينية… وبريطانيا تنضم لقطار الاعتراف بالدولة

على وقع زخم دولي وفزعة تاريخية نصرة لغزة المنكوبة وأهلها المجوّعين، اعتمد أمس مؤتمر الأمم المتحدة المنعقد في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا وثيقة تسوية قضية فلسطين والعرب بالوسائل السلمية، وتحديد مسار تنفيذ حل الدولتين.

ووفق مقتطفات من البيان الختامي للمؤتمر الدولي، فإنه تم الاتفاق على جمع تعهدات من دول أخرى وتشجيعها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما تضمن إجراءات جماعية لإنهاء حرب غزة، ودعم جهود قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، وإدانة جميع هجمات أي جهة على المدنيين، ورفض أي تغييرات ديموغرافية والتهجير القسري للفلسطينيين، كما دعا البيان لنزع سلاح حركة حماس وإبعادها عن إدارة القطاع.

وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الذي نجح مع نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، في دفع عشرات الدول للاصطفاف في مسار لا رجعة فيه لتسوية النزاع المرير مع الاحتلال الإسرائيلي، إن «مخرجات الوثيقة تعكس مقترحات شاملة، وتشكل إطاراً متكاملاً وقابلاً للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين، وتطبيق السلم والأمن للجميع».

ودعا بن فرحان ذاته إلى تأييد الوثيقة الختامية قبل اختتام أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عبر إبلاغ بعثتي السعودية وفرنسا.

وأشار بن فرحان إلى أن 8 لجان دولية بدأت عملها في يونيو الماضي لبلورة رؤية اقتصادية وأمنية واقتصادية للدولة الفلسطينية المستقبلة عرضت تصوراتها الأولية على المشاركين بالاجتماع الدولي رفيع المستوى الذي مثل الكويت به وزير الخارجية عبدالله اليحيا أمس.

وفي أبرز تطور على الإطلاق، هاجم وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن رفضه «حل الدولتين» خطأ استراتيجي.

وقال لامي إن «تاريخنا يحملنا عبئاً خاصاً من المسؤولية لدعم حل الدولتين»، مضيفا أن «وعد بلفور»، الذي منحته المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ»، يضمن عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني «ولم يحترم».

وبينما كان وزير خارجية المملكة المتحدة يحذر من أن الدمار في غزة مفجع، والأطفال يتضورون جوعاً، أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة، كير ستارمر، في كلمة متلفزة أن لندن، التي تعد ثاني أكبر حليف للدولة العبرية بعد واشنطن، ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع بالقطاع المنكوب.

وفي خطوة استثنائية، دعا ستارمر أعضاء حكومته إلى اجتماع طارئ خلال عطلة الصيف، بهدف حسم مسألة الاعتراف بدولة فلسطين، كجزء من خطة بريطانية جديدة للسلام في الشرق الأوسط.

وفي وقت اعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن الإعلان البريطاني يمثل مكافأة لـ «حماس»، وقالت إنه يضر بمسار وقف النار بغزة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لم يبحث اعتراف الإنكليز المرتقب خلال وجوده في لندن، مشيراً إلى أنه ليس له رأي بذلك.

وبمواجهة الاصطفاف الدولي وتعاظم الغضب العالمي الذي تفجر جراء انتشار مشاهد صادمة لآلاف الغزيين وهم يلاحقون شاحنات المساعدات المحدودة التي سمح بدخولها للقطاع لليوم الثالث على التوالي، وسط تحذيرات أممية من فتك أبشع صور المجاعة بسكان القطاع المحاصر، جدد وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، رفض إسرائيل أي مساع لإقامة دولة تكون «حماس» جزءاً منها، مشيراً إلى أن المحاولات لإجبارها على الموافقة على حل الدولتين «لن يحدث».

وقال ساعر إن الدولة العبرية لن تسمح بإقامة «دولة إرهابية جهادية في قلب وطننا القديم»، محذراً من أن استمرار ما وصفه بـ»تعنت حماس» في المفاوضات قد يدفع إلى تصعيد عسكري جديد وسط تقارير عن إقرار الاحتلال لخطة تسمح بضم تدريجي لأراضي غزة بحال انهيار مفاوضات إطلاق المحتجزين.

وشدد الوزير على أن استمرار «حماس» في القطاع سيعد «مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء»، مؤكداً أن الدولة العبرية «لن تسمح بتصدع في العلاقات مع الولايات المتحدة، ولن ترضخ لأي ضغوط خارجية تمارس للتضحية بأمنها».

جاء ذلك في وقت يتوقع أن يقدم اليوم أكثر من مئة مندوب ووزير خارجية مداخلات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس الأول حول مواقف بلادهم من المؤتمر، الذي قاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل رغم تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفهم منها أنه لا يمانع التحرك الدبلوماسي الواسع.

وعلى صعيد تنسيق العمل الخليجي والعربي بشأن الأزمة، ترأس وزير خارجية البلاد رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، الاجتماع الوزاري التحضيري لدول المجلس، استعداداً للمشاركة في المؤتمر الدولي، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي أمس الأول.

وفي حين عقد وزراء خارجية مصر، والسعودية، وقطر، والأردن مناقشات على هامش اجتماع نيويورك بشأن مستجدات الأوضاع، وجهود استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، أفيد بأن وفد «حماس» المفاوض غادر الدوحة باتجاه تركيا مع رفض الحركة لاستمرار المباحثات قبل إنهاء التجويع والإبادة.