الصقر يلتقي بالرؤساء الثلاثة: تعزيز دعم لبنان لحلّ أزماته

الصقر يلتقي بالرؤساء الثلاثة: تعزيز دعم لبنان لحلّ أزماته

استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر، ووفد المجلس، أمس الأول الجمعة، بالقصر الرئاسي في بعبدا، وجرى خلال اللقاء التطرق الى أبرز عناوين الأزمات التي يواجهها لبنان، وفي مقدمها مسألة حصر السلاح بيد الدولة، وضرورة انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي تحتلها، ووقف الاعتداءات، وتطوير العلاقات مع سورية، والأوضاع السياسية الداخلية، وضرورة أن يكون اللبنانيون موحدين وراء الدولة.

الحلول واضحة

وعقب اللقاء، قال الصقر، في تصريح من بعبدا، إن وفد مجلس العلاقات العربية والدولية استمع من الرئيس عون إلى شرح وافٍ حول الوضع في لبنان، و«أعربنا عن رأينا في الأوضاع العربية والدولية، وما يمكن أن يقدّمه المجلس إلى لبنان».

وأضاف: «رأينا أن لبنان – كما يعلم الجميع – يمرّ بمشاكل تحظى باهتمام عربي ودولي وإقليمي، والحلول واضحة»، مؤكداً أن «خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون يوم انتخابه يشكّل خريطة طريق للبنان، ونحن مؤمنون بما جاء فيه، لكن تطبيقه ليس سهلاً في ظل وجود سلاح حزب الله».

وتابع رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية: «استمعنا من الرئيس عون عما يفكر فيه وما يريد أن يقوم به، ونحن نؤيده في ذلك»، وأعرب «عن الأمل في حل كل مشاكل لبنان قريباً، ونحن كمجلس نستطيع أن نقدم الدعم الشعبي الذي يمكن أن يفيده»، مؤكداً دعمه للرئيس اللبناني في جهوده الرامية إلى بسط سلطة الدولة اللبنانية على المستويات كافة.

بري يشدد على ضرورة وقف إسرائيل خروقاتها واعتداءاتها للوصول إلى صيغة لحصر السلاح

لا رجعة عن حصر السلاح

في المقابل، اعتبر عون أنه «بوحدة اللبنانيين يمكن مواجهة كل الصعوبات والمخاطر، ومن دون هذه الوحدة لن يكون من السهل تجاوز التحديات التي تبرز أمام لبنان وشعبه».

وأكد أن «القرار بحصرية السلاح قد اتُّخذ، ولا رجوع عنه، لأنه أبرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها، حفاظاً على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى»، لافتاً الى أن «تجاوب الأفرقاء اللبنانيين وتعاونهم مع الدولة عامل ضروري لحماية البلاد وتحصينها، ومواجهة ما يمكن أن يخطط لها من مؤامرات».

كما اعتبر أن «التغيير في الظروف التي تمرّ بها المنطقة يسهّل إيجاد الحلول المناسبة للمسائل الدقيقة التي تواجه اللبنانيين، ومنها مسألة السلاح»، لافتاً إلى أن «قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء الذي يرى أين هي مصلحة لبنان ويتصرّف على هذا الأساس».

وأكد عون أن «خطاب القسم كان نتيجة معاناة اللبنانيين وتطلعاتهم، وهو كتب كي ينفذ»، مع إشارته إلى أن «هذا التنفيذ سيتم تدريجياً، لأنه لا يمكن إعادة بناء لبنان على أسس وطنية سليمة دفعة واحدة بعد عشرات السنين من المعاناة تركت نتوءات في الجسم اللبناني لا يمكن معالجتها دفعة واحدة، لكنّ الإرادة موجودة والعزم ثابت».

السلام مختلف عن التطبيع

وأبلغ الرئيس اللبناني، الصقر وأعضاء وفد مجلس العلاقات العربية والدولية بأن «تطبيق القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني يتولاه الجيش اللبناني بالتعاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون، الذين يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دولياً، بسبب استمرار احتلالهم للتلال الخمسة التي لا فائدة عسكرية منها، إضافة إلى خلق إسرائيل أعذاراً واهية كي تستمر في انتهاك القرارات الدولية واتفاق نوفمبر الماضي، من خلال الأعمال العدائية المتواصلة وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين».

وشدد على أن «هذه المواقف الإسرائيلية المتعمدة تمنع ليس فقط تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، بل كذلك تبقي التوتر قائماً في الجنوب والمناطق التي تتعرّض للاعتداءات في الضاحية الجنوبية من بيروت ومناطق أخرى».

الرئيس اللبناني: قرار الحرب والسلم من صلاحيات مجلس الوزراء الذي يرى أين هي مصلحة لبنان ويتصرّف وفقاً لها

العلاقة مع الشرع

ورداً على سؤال ملف العلاقات اللبنانية – السورية، أكد عون نقطتين ثابتتين أساسيتين، الأولى «الحرص على إقامة علاقات جيدة مع النظام السوري الجديد ورئيسه أحمد الشرع، والثانية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من البلدين».

ولفت إلى أن «التنسيق قائم بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية، للمحافظة على الاستقرار على الحدود، ومنع عمليات تهريب الأشخاص والأسلحة والمخدرات، مؤكداً أن استقرار لبنان هو أيضاً من استقرار سورية».

ورداً على سؤال، ميّز عون بين السلام والتطبيع، معتبراً أن «السلام هو حالة اللاحرب، وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن، أما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة».

وأشاد عون أمام الوفد بالدور الذي يؤديه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في المساهمة بتثبيت الاستقرار ونجاح إعادة بناء الدولة وتحقيق مبدأ حصرية السلاح.

سلام يستقبل الوفد

بدوره، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام، أمس الجمعة، في السراي الحكومي، وفد مجلس العلاقات العربية والدولية، برئاسة الصقر، وتناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وقالت مصادر إن البحث تركّز خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على سيادة لبنان وإمساك الدولة بقرار الحرب والسلم، وأن هذا رأي لبناني وعربي، وهو يبدأ من حصر السلاح بيد الدولة. كما تطرّق البحث إلى ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها داخل لبنان، ووقف اعتداءاتها.

بري: مقاربة لا غنى عنها

وأمس السبت، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، وفد مجلس العلاقات العربية والدولية برئاسة الصقر، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.

وأفادت مصادر «الجريدة» بأن اللقاء تركّز على أهمية بسط سيادة الدولة وضرورة حصر السلاح، وأن يكون قرار السلم والحرب بيدها، مضيفة أن بري شدد على جديته في هذا الشأن، وأنه لا غنى عن هذه المقاربة، مشيراً في الوقت نفسه إلى الحاجة إلى وقف الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية كي تتم المبادرة في الداخل اللبناني، للوصول إلى صيغة لحصر السلاح بيد الدولة.