“خبير”: تراجع التضخم يمنح البنك المركزي المزيد من المرونة.. وقرار خفض الفائدة يعتمد على تأثير الرسوم الجمركية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة

قال الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن معدل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة الأمريكية سجل تباطؤًا يفوق التوقعات، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين باستثناء الغذاء والطاقة، بنسبة 0.1% خلال شهر مايو 2025، وبلغ معدل التضخم السنوي نحو 2.4% في مايو، وصعد التضخم الأساسي، في حين استقر معدل التضخم الأساسي على مدار 12 شهرًا عند 2.8%.
وأوضح “معطي” في تصريحات خاصة لـ “البوصلة نيوز”، أن هذا التباطؤ قد يؤثر بشكل طفيف على قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب يومي 17 و18 يونيو الجاري، مرجحًا أن يتجه الفيدرالي نحو تثبيت أسعار الفائدة دون خفضها، على أن يُبقي خيار الخفض مطروحًا في الاجتماعات المقبلة إذا استمر التضخم في التراجع خلال الأشهر القادمة.
وأشار إلى أن صناع السياسة النقدية في الفيدرالي ما زالوا ينتظرون تقييم تأثير الرسوم الجمركية التي بدأ تطبيقها مؤخرًا، والتي لم يظهر أثرها الكامل بعد على أرقام التضخم حتى الآن، مرجعًا غياب هذا التأثير إلى أن العديد من المستوردين الأمريكيين قاموا بتخزين كميات كبيرة من السلع قبل بدء تطبيق الرسوم.
وأكد أن الفيدرالي الأمريكي بحاجة إلى بيانات تضخم متتالية تمتد لـ 3 أشهر على الأقل، وذلك ليتمكن من اتخاذ قرار حاسم بشأن خفض الفائدة، حيث أنه لن يتسرع استنادًا إلى بيانات شهر واحد فقط.
ولفت “معطي” إلى أن بيانات التضخم الأخيرة قد تؤدي إلى تحركات محدودة في أسعار الذهب والدولار والأسهم الأمريكية، متوقعًا أن تشهد أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا طفيفًا، مقابل تراجع طفيف للدولار، وأداء إيجابي محدود لسوق الأسهم الأمريكية.
وأكد أن التأثير الأكبر في الوقت الراهن لا يعود للفيدرالي الأمريكي فقط، بينما سيكون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يزال يشكل عاملًا مؤثرًا في أداء الأسواق الأمريكية.
يذكر أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قد قرر في اجتماعه الأخير يوم 7 مايو 2025، تثبيت أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي خلال العام الجاري، عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%.