خبير اقتصادي: العوائد العالية واستقرار الاقتصاد يجذبان الاستثمارات رغم تخفيض الفائدة
قال الدكتور أحمد شوقي، الخبير الاقتصادي، إن السوق المصرية لا تزال تحتفظ بجاذبيتها للأموال الساخنة، على الرغم من قرار البنك المركزي الأخير بخفض أسعار الفائدة، موضحًا أن العائدات المحلية، لا سيما على أدوات الدين الحكومية، مازالت من بين الأعلى في الأسواق الناشئة، مما يجعلها نقطة جذب للمستثمرين الباحثين عن عوائد مرتفعة في بيئة أكثر استقرارًا.
وأضاف “شوقي” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن عودة التدفقات غير المباشرة إلى السوق المصرية مؤخرًا تعكس تحسن النظرة العالمية تجاه الاقتصاد المصري، مدفوعة بارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي، وزيادة تحويلات المصريين من الخارج، واستقرار سعر صرف الجنيه، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية سواء العربية أو الأجنبية التي تسهم في تحفيز مناخ الاستثمار المحلي.
وحذّر من الاعتماد على الأموال الساخنة كمصدر رئيسي للتمويل، مشددًا على أن هذه النوعية من الاستثمارات سريعة التحرك وتتأثر بأي تغيّرات خارجية، كما دعا إلى استخدام هذه التدفقات لتعزيز السيولة واستقرار الأسواق على المدى القصير، مع ضرورة العمل بالتوازي على جذب استثمارات مباشرة في قطاعات إنتاجية مثل الصناعة والزراعة والتكنولوجيا.
وأكد الخبير الاقتصادي على أن المرحلة الحالية تمثل فرصة أمام صانع القرار الاقتصادي لتعظيم الاستفادة من زخم التدفقات، عبر تطوير أدوات الدين، وتحسين الشفافية، وتوفير بيئة تنظيمية وتشريعية أكثر جذبًا للمستثمرين طويلة الأجل، بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي وتنوع مصادر التمويل.
ومن الجدير بالذكر أن الأموال الساخنة كانت قد عادت مؤخرًا إلى السوق الثانوية لأدوات الدين الحكومية، في مؤشر على تحسن شهية المستثمرين تجاه الأصول المحلية، وقد سجّل الأسبوع الماضي صافي تدفقات شراء قوية من قبل المستثمرين العرب والأجانب، بلغت نحو 1.1 مليار دولار، ما عكس ثقة متزايدة في استقرار السياسات النقدية والمالية.