البحرين تستضيف ‘سبارك الدولي’: دعوة عربية لتعزيز استدامة المشاريع، دعم ذوي الإعاقة، وتكريم المتطوعين البارزين

انطلقت في مملكة البحرين، في 30 يوليو 2025، فعاليات ملتقى “سبارك” الدولي الأول لقادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المعنيين بتعزيز الاستدامة والابتكار، بمشاركة وفود رسمية ومنظمات مجتمع مدني من 10 دول عربية.
نظّم الملتقى الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بالشراكة مع الشبكة الوطنية للاتفاق العالمي للأمم المتحدة – المملكة المغربية، وذلك برعاية فخرية من معالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى البحريني وسعادة المستشارة سلمى بودينة مدير الشبكة الوطنية لبرنامج الاتفاق العالمي للأمم المتحدة بالمملكة المغربية.
شهد الملتقى مراسم تقليد رسمية لتكريم شخصيات مؤثرة في مجالات التطوع والمجتمع المدني، حيث تم منح السيد عبدالعزيز السندي، رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للعمل التطوعي وعضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للعمل التطوعي، لقب “مقرر دولي لشؤون التطوع”، وهو لقب مهني شرفي تمنحه الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية لشخصيات عربية رائدة في ميدان العمل التطوعي.
ويُعد السندي من أبرز القادة العرب في هذا المجال، إذ أشرف على تأسيس مبادرات ومؤسسات تطوعية مؤثرة، وأسهم في تعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية عربياً. أبرز الملتقى قضايا الاستدامة الدامجة، حيث مثّلت الدكتورة مروى محمود عمر، أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة حلوان، ورئيس اللجنة الثقافية بالجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين وأصدقائها، أثنت فيها على تنظيم المؤتمر، واعتبرته تجربة عربية رائدة تجمع بين الرؤية التطبيقية والمسؤولية المجتمعية. ودعت في مداخلتها إلى ضرورة إدراج بطاقات تقييم الإتاحة كأحد معايير منح تراخيص المشروعات الصغيرة، إلى جانب تخصيص 5% من برامج دعم ريادة الأعمال للأشخاص ذوي الإعاقة.
من جانبه، أعلن نائب رئيس مجلس النواب البحريني، أحمد عبدالواحد قراطة، أن التشريعات القادمة في المملكة ستتضمن إعفاءات ضريبية تصل إلى 20% للمشروعات التي تراعي دمج ذوي الإعاقة في أنشطتها. كما أعلن عن إطلاق منصة إلكترونية جديدة باسم “استدامة”، تهدف إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال دمج المعايير البيئية والاجتماعية في عملياتها التشغيلية والتخطيطية.
شهدت جلسات العمل في الملتقى مشاركة خبراء دوليين وممثلين عن منظمات عربية، وخرجت بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها: إلزام المشروعات المتوسطة بتقديم تقارير سنوية عن الاستدامة تشمل “محور الإتاحة” لذوي الإعاقة.
إنشاء صندوق عربي متخصص لتمويل المشروعات الصغيرة الصديقة للبيئة. تبني مؤشر عربي موحّد لقياس الأداء الاجتماعي للمشروعات.
واختتمت الدكتورة مروى عمر مشاركتها بالقول: “هذا المؤتمر أضاء شمعة في طريق الاستدامة الشاملة، وفتح أفقاً جديداً للتكامل بين العمل التنموي والبعد الإنساني في منطقتنا العربية”. يعكس ملتقى “سبارك” الدولي حرص مملكة البحرين على تعزيز موقعها كمركز إقليمي للحوار حول قضايا الاستدامة والابتكار، ودعم المبادرات الدامجة التي تدمج الفئات الأولى بالرعاية في النشاط الاقتصادي والاجتماعي بشكل فعّال ومستدام.