الأمين العام لجمعية مصنعي السجائر في السويد: خيارات التدخين البديلة تساهم في توجيه السويد نحو مستقبل خالٍ من التدخين.

صرح باتريك سترومر، الأمين العام لجمعية مصنّعي السنوس في السويد، بأن بلاده أحرزت تقدمًا ملحوظًا في خفض معدلات التدخين اليومي، لتصل نسبة المدخنين إلى 5% فقط من السكان، وذلك وفقًا لأحدث الإحصائيات .
وفي مقابلة خاصة أجرتها معه “مجلة البوصلة الاقتصادية” في ستوكهولم، أوضح سترومر: “إننا نخطو خطوات واسعة نحو أن نصبح دولة خالية من الدخان، ويُعد السنوس وأكياس النيكوتين جزءًا محوريًا في هذا التحول.”
وأكد أن السويد قد بلغت فعليًا مرحلة “الدولة الخالية من الدخان”، مستشهدًا بتعريف منظمة الصحة العالمية الذي يعتبر البلد الخالية من الدخان إذا انخفضت نسبة المدخنين اليوميين فيه إلى أقل من 5 %.
السويد: نموذج عالمي للحد من المخاطر
يُنظر إلى التجربة السويدية كنموذج يُحتذى به عالميًا، حيث يرى العديد من الخبراء أنها قد تمثل خطوة أولى لدول أخرى لتبني المنتجات الخالية من الدخان كجزء من استراتيجية شاملة للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين .
وشدد سترومر على أهمية التجربة السويدية المتقدمة في تقليل مخاطر التدخين، من خلال الاعتماد على بدائل نيكوتين تُستخدم عن طريق الفم، وخاصة “السنوس” التقليدي وأكياس النيكوتين الحديثة.
موضحاً أن هذه المنتجات لعبت دورًا أساسيًا في خفض نسب التدخين بشكل ملحوظ، خصوصًا بين الرجال.
وأضاف سترومر : “نأمل أن نصل إلى نفس النسبة (5%) بين النساء، خاصة مع طرح أكياس النيكوتين ذات الحجم الأصغر، مما سيمكن النساء الراغبات في الحصول على النيكوتين بطريقة آمنة من الإقلاع عن وسائل التدخين التقليدية والتحول إلى بدائل خالية من الدخان .
وفيما يتعلق بصناعة السنوس، أكد سترومر أن السويد هي الدولة الرائدة والأولى عالميًا في هذه الصناعة التي يعود تاريخها إلى مئات السنين.
وتضم السويد حاليًا العديد من الشركات العاملة في هذا المجال، من أبرزها شركة سويدش ماتش التي استحوذت عليها مؤخرًا شركة فيليب موريس إنترناشيونال .
وأفاد سترومر بأن الصناعة السويدية بادرت، منذ اليوم الأول لطرح أكياس النيكوتين في السوق قبل نحو عقد من الزمان، إلى تطبيق معايير طوعية صارمة، تشمل تحديد السن القانوني، ووضع تحذيرات صحية واضحة، وتقييد الإعلانات. وقد تم لاحقًا دمج هذه الضوابط ضمن التشريعات الوطنية لضمان الامتثال الصارم .
تحديات السياسات الأوروبية وأهمية التعاون الدولي
غير أن سترومر أعرب عن استيائه من إصرار بعض دول الاتحاد الأوروبي على رفض هذه المنتجات، وهو ما يثير الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء هذا الرفض، خاصة في ظل تأكيد أغلب الدراسات على أنها أقل خطورة بكثير من وسائل التدخين التقليدية .
وحذّر الأمين العام من أن التفاوت في السياسات داخل الاتحاد الأوروبي يهدد مستقبل هذه المنتجات التي تساهم بفاعلية في تقليل المخاطر الصحية, فبعض الدول، مثل هولندا، قامت بحظر أكياس النيكوتين بالكامل، بينما تقترح دول أخرى قيودًا صارمة قد تعيق التقدم المحرز في مجال الصحة العامة .
حماية الشباب وتوسيع النموذج السويدي
وفيما يخص مسألة وصول هذه المنتجات إلى فئة الشباب، دعا سترومر إلى تعزيز الرقابة وتوفير التدريب والتقنيات المناسبة للبائعين لمنع البيع لمن هم دون السن القانونية، مؤكدًا على ضرورة حماية الأجيال القادمة .
وعن إمكانية الاستفادة من النموذج السويدي في دول الشرق الأوسط، شدد سترومر على أهمية توفير بدائل غير قابلة للاحتراق ومقنعة للمدخنين البالغين واختتم بقوله: “إذا كان المنتج قادرًا على منع الناس من إشعال سيجارة، فهو يستحق النظر الجاد” .