“الحماقي”: ممر نيوم يتيح فرصًا جديدة للتعاون الصناعي والاستثماري بين مصر والسعودية والعراق
أكدت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن الممر التجاري الجديد عبر ميناء نيوم يُعد نقطة تحول في حركة التجارة الإقليمية، مشيرة إلى أن خفض تكلفة النقل بين مصر والسعودية والعراق بنسبة تصل إلى 50% سيُسهم بشكل مباشر في تحقيق تكامل فعّال لسلاسل الإمداد بين الدول الثلاث، ويعزز من فرص النمو الاقتصادي المشترك.
وأضافت “الحماقي” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن المشروع لا يقتصر تأثيره على ربط ثلاث دول فقط، بل يُمثّل بوابة استراتيجية لربط إفريقيا بآسيا عبر دول الخليج، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمارات، وينعكس على معدلات النمو ورفع مستوى معيشة المواطن في الدول المشاركة.
وأشارت إلى أن المملكة العربية السعودية تُعد من أرخص الدول في إنتاج البتروكيماويات بفضل مواردها وطاقتها الإنتاجية العالية، في حين تمتلك مصر خبرات واسعة في هذا القطاع الحيوي، مما يفتح المجال أمام شراكات صناعية كبرى وجدوى اقتصادية ملموسة تخدم المنطقة بأكملها، خصوصًا في الصناعات الكيماوية التي يعتمد عليها القطاع الصناعي، ويُعد الوطن العربي مستوردًا رئيسيًا لها.
وأوضحت “الحماقي” أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية والعراق تشهد نموًا متزايدًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية أكثر من 11 مليار دولار، كما وصلت الصادرات المصرية إلى العراق إلى نحو 816 مليون دولار خلال عام 2024، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مما يعكس أهمية تعظيم الاستفادة من المبادرات الإقليمية الجديدة كممر نيوم.
وشددت على أهمية استثمار مصر لموقعها كمركز لوجيستي إقليمي مميز، إلى جانب ما تمتلكه من خبرات بشرية كبيرة، مؤكدة ضرورة التوسع في تدريب العمالة، وإعداد دراسات جدوى متكاملة تشمل تحليل التكلفة والعائد، وتوفير قواعد بيانات دقيقة تُسهم في جذب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات الأجنبية.
كان قد تم تنفيذ تجربة تشغيلية ناجحة لممر تجاري إقليمي جديد متعدد الوسائط عبر ميناء نيوم، حيث يربط بين مراكز تجارية رئيسية في السعودية ومصر والعراق، حيث انطلقت أولى الشحنات من القاهرة مرورًا بميناء سفاجا، ثم عبر البحر الأحمر إلى ميناء نيوم، قبل أن تواصل رحلتها براً إلى مدينة أربيل العراقية، في مسار تجاوز 900 كيلومتر، وأسفر عن خفض زمن الشحنات بين مصر والعراق بأكثر من 50% مقارنة بالمسارات التقليدية.