خبراء: الأثر طويل الأمد للاضطرابات البحرية على قناة السويس قد يستمر حتى بعد 2025

قال الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، إن إجمالي تراجع إيرادات قناة السويس خلال عام 2024 بلغ نحو 6 مليارات دولار، بحسب ما ورد في تقرير صندوق النقد الدولي للمراجعة الرابعة، وذلك نتيجة اضطرابات البحر الأحمر وتحوّل خطوط الملاحة بعيدًا عن القناة.
وأضاف “فؤاد” في تصريحات خاصة لـ “البوصلة نيوز”، أن هذه الخسارة تعادل متوسط شهري يُقدّر بنحو 500 مليون دولار مقارنة بالإيرادات المسجلة قبل الأزمة، مشيرًا إلى أن الانخفاض تجاوز 62.6% خلال أول 11 شهرًا من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.
ولفت “فؤاد” إلى أن قناة السويس ما زالت تحتفظ بميزة تنافسية قوية، بفضل اختصارها لمسافة الشحن والزمن بنحو 10 إلى 12 يومًا مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح، إلى جانب كفاءة خدمات العبور والتوسعات الأخيرة في البنية التحتية.
وأكد الخبير الاقتصادي أن عودة الاستقرار البحري كفيلة بإعادة جذب الخطوط الملاحية، دون الحاجة إلى تقديم خصومات أو حوافز إضافية، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن تصريحات رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، تعكس قدراً من التفاؤل المفرط في ظل استمرار المخاطر الأمنية قرب مضيق باب المندب.
وأوضح “فؤاد” أن شركات الشحن أعادت بالفعل تخطيط مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، ومن غير المرجح أن تعود بالكامل إلى القناة فور انتهاء التوترات، خاصة مع استمرار التأثيرات التأمينية التي قد تمتد إلى ما بعد عام 2025.
كان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، قد أكد في تصريحات متلفزة أمس، أن قناة السويس لا تزال المسار الملاحي الأهم عالميًا، مشددًا على أنه لا بديل عنها، متوقعًا عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها بحلول نهاية العام الحالي.