أستاذ اقتصاد: التحفيزات والتخفيضات ضرورية لاستعادة نشاط الملاحة في قناة السويس
قال الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، إن قناة السويس تتكبد خسائر شهرية تُقدَّر بما بين 300 إلى 350 مليون دولار نتيجة تراجع حركة الملاحة بسبب التوترات في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن بعض الفترات خلال العام الحالي شهدت انخفاضًا في العبور تجاوز 40% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وأوضح “الدسوقي” في تصريحات خاصة لـ “البوصلة نيوز” أن الإيرادات الشهرية للقناة كانت تتراوح قبل الأزمة بين 750 و850 مليون دولار، إلا أنها شهدت تراجعًا حادًا مع تحول العديد من خطوط الشحن العالمية إلى طريق رأس الرجاء الصالح، هربًا من المخاطر الأمنية في مضيق باب المندب.
وحول التصريحات الأخيرة للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بشأن عودة الحركة إلى طبيعتها بنهاية العام، قال الخبير إن هذه التوقعات تعكس تفاؤلًا مشروعًا، لكنه مشروط بتطورات إقليمية، في مقدمتها مدى استقرار الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، ومدى تجاوب شركات الشحن الكبرى مع أي تحسن في البيئة الملاحية.
وأكد أن العودة الكاملة لحركة السفن تتطلب وقتًا وتنسيقًا دوليًا، وقد تمتد حتى منتصف عام 2026 إذا استمرت حالة عدم الاستقرار، مشددًا على أهمية أن تُسرع هيئة قناة السويس في تقديم حوافز جديدة لجذب السفن، سواء عبر تخفيضات رسوم العبور أو تقديم برامج شراكة طويلة الأجل تضمن استقرار الإيرادات وتعزيز ثقة الشركات الملاحية.
كما أشار إلى أن الانخفاض الحاد في إيرادات القناة أثر بشكل ملحوظ على موارد النقد الأجنبي لمصر، حيث تراجعت الإيرادات في بعض الأشهر بأكثر من 50%، ما يفرض ضغوطًا إضافية على ميزان المدفوعات، ويجعل من استعادة دور القناة أولوية اقتصادية ملحّة خلال المرحلة المقبلة.
كان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، قد أكد أن قرار منح تخفيضات بنسبة 15% لسفن الحاويات العملاقة التي تزيد حمولتها عن 130 ألف طن ساهم في استعادة 6 رحلات تابعة للخط الملاحي «CMA» و4 رحلات للخط «MSC»، مشيرًا إلى عبور سفينة «CMA CGM» بحمولة بلغت 164 ألف طن، ضمن جهود الهيئة لاستعادة حركة الملاحة وجذب الخطوط الملاحية الكبرى.