محلل: انخفاض شامل في أسعار المحاصيل نتيجة لزيادة الإنتاج وارتفاع تكلفة الزراعة

محلل: انخفاض شامل في أسعار المحاصيل نتيجة لزيادة الإنتاج وارتفاع تكلفة الزراعة

حذر المهندس رضا أبو هيسة، خبير زراعة الخضر، من استمرار التدهور في أسعار المحاصيل الزراعية خلال الموسم الحالي، نتيجة وفرة الإنتاج وزراعة المحاصيل في غير مواسمها التقليدية، مما أدى إلى تشبع الأسواق وانهيار الأسعار بشكل متسارع، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج.

وقال، إن الموجة الحالية من انخفاض الأسعار بدأت بمحاصيل البروكلي والكرنب والقرنبيط والجزر، ثم امتدت إلى الكراوية والخرشوف والبصل والثوم والبطاطس والفاصوليا، وصولًا إلى محاصيل الصيف الرئيسية مثل الطماطم، الفلفل، الباذنجان، الكوسة، الخيار، وحتى محاصيل اللب والشمام والبطيخ، مشيرًا إلى أن السيلاج الزراعي لم يسلم هو الآخر من هذا الانخفاض.

وأوضح أن بعض المحاصيل التي حافظت على أسعار معقولة هذا الموسم كانت إنتاجيتها ضعيفة، ما قلل من العائد الحقيقي للمزارع، مؤكدًا أن هذه المعادلة تفرض ضرورة ضبط النفقات وعدم التوسع في الزراعات أو الاستهلاك إلا عند الضرورة القصوى.

ودعا “أبو هيسة”  أصحاب المزارع، خاصة العاملين في مجال الخضر، إلى ترشيد الإنفاق الزراعي ومتابعة التكاليف بدقة في ظل هذا المناخ الاقتصادي الصعب، قائلًا: من الأفضل أن تعمل في حدود الإمكانيات، لتفادي الوقوع في دائرة الخسارة أو الاستدانة المفرطة، خاصة في ظل غياب أي حماية حقيقية للأسعار أو السوق.

كما وجه رسالة لأصحاب محلات المبيدات والمهندسين الزراعيين، مطالبًا إياهم بتقديم النصيحة للمزارعين باستخدام الرشاشات الظهرية في الأراضي الصغيرة للحد من الهدر في المبيدات والأسمدة، وعدم الانسياق وراء البيع الجائر.

وفي سياق متصل، طالب “أبو هيسة”  تجار الأسمدة بالكف عن ترويج الخلطات السحرية ورفع أسعار المواد الكيماوية بلا مبرر، محذرًا من تفاقم الأزمة إذا لم يتحلى الجميع بروح التكاتف والمسؤولية تجاه المزارع، خاصة الصغار منهم، الذين يحرصون على سداد ديونهم وتوفير قوت يومهم.

وأكد على أن المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات الحذر والانضباط في اتخاذ القرار الزراعي، مؤكدًا أن ما تشهده الأسواق ليس مجرد أزمة عابرة، بل مؤشر على ضرورة إعادة التفكير في أنماط الإنتاج والتسويق الزراعي، داعيًا المزارعين إلى الاعتماد على المعرفة العلمية وتقدير الموقف الاقتصادي بدقة، حفاظًا على مدخراتهم ومجهودهم.